عن الكِتابة وأشباحها
توب أضلاع المُعلِمات الزيّ والانضباط والتقدّم في أوائل مايو 1944، احتشدت أكثر من ثلاثمئة أمٍّ وجدّةٍ وعمةٍ وابنةٍ وأختٍ في ساحة مدرسة البنات بالنهود لمتابعة عرضٍ قدّمته 142 تلميذةً مما تعلّمتهنّ خلال العام الدراسي. دُعي عدد قليل من الرجال، هم بعض الموظفين الإقليميين والقاضي المحلي ومديرو مدرستَي الأولاد في المنطقة، والمفوّض الإقليمي ت. ر. هـ.…
·
الليالي التي قضيناها معًا،سريرنا الذي شهد أحلامنا،في الزمن الجديددمعة في ظلام الليل،وسلام مع خمرتنا، أهو بريق الفجر،أم حزننا مُر كالدواء؟نعيق بومة في الليل، هل هو السبب،وأوجاعنا التي لا تُحتمل؟ نعم أيها القلب، نعم أيها القلب الثائر،تعلّقنا، تمايلنا، وإرتبكنا بين العناق والدموع،نصرخ متألمين،حتى القهوة التي شربناها حتى الثمالةصارت مُرة.؟ قَشيُّ يونسَ وَلْدَ رُفَائِيلَ في عام 2019،…
·
في المجتمعات التي يُكبَت فيها التعبير الصريح عن الجنسانية، تلجأ النساء إلى الرمزي، الطقسي، والحسيّ لإدارة رغباتهن والتعبير عنهن. حيث تُجسّد ممارسات مثل الدخان، الدلكة، الخمرة، البخور البلدي والعطور، منظومة حسيّة متكاملة تعيد صياغة العلاقة مع الجسد والرغبة. وتمثل هذه الطقوس بنية رمزية تُمارَس في الخفاء، لكنها تُنظّم وتُحرّك خيالًا جنسيًا واجتماعيًا واسعًا. حفرة الدخان…
·
وأنا أكتبُ، تمرُّ أمامي كثيرٌ من الأمهاتِ والآباءِ المؤسسينَ، أفكّرُ: ماذا لو فقأتُ عيون أوهامهم بأسنان المشاهدات التي أرغبُ في تدوينها الآن بدلَ كتابتها؟ مفارقات ساخرة: كيف يُبدي كثيرٌ من (الأمهات والآباء المؤسسين) في منظمات المجتمع المدني، وحتى في المبادرات الإنسانية، استغرابًا وسخريةً من تمسك عمر البشير بالحكم طوال ثلاثين عامًا ورفضه تسليمَ السلطة؟ لكن…
·
لمحاتٌ من النظام الإستعماري لم يكن مصطلح “الختان الحكومي” سوى علامةٍ من بين علامات عدة دفعت بتغييراتٍ تتكشف داخل (الفضاء النسوي) فضاء الحريم. وبسبب نقص المعطيات، لم يتمكن المسؤولون الحكوميون ولا المؤرخون الحديثون من تقدير مدى فعالية برامج مدرسة القبالة. لا نعلم عدد النساء اللائي اخترن ولادة “الماكينتوش” (الولادة على الظهر فوق شرائح بلاستيكية) ولا…
·
بقلم: ماري غريس براون ترجمة: أيمن هاشم داخل فضاء (الحريم) التغلغل إلى العقول والأجساد كان يتطلب اجتياز أسوار الحريم (الجدران المشيدة حول حوش الحريم). في المخيال الغربي، يثير مصطلح “حريم” صورًا لغرف معزولة تعج بنساء مبهورات ينغمسن في الملذات الحسية. لكن الحريم في الواقع نظامٌ للتنظيم الاجتماعي والمكاني يفصل بين العام والخاص. الأهم أن الرجال…
·
بقلم: ماري غريس براون ترجمة: أيمن هاشم تجربة رفاعة آمن الإداريون الاستعماريون أن التعليم الرسمي على النمط الأوروبي هو الخطوة الأولى لإصلاح المجتمع السوداني، رجالًا ونساءً. بعد انتصاره في أم درمان، اقترح كتشنر إنشاء “كلية غوردون التذكارية” بالخرطوم. في عرض استعراضي للتحضير، جمع أكثر من ١٠٠ ألف جنيه إسترليني عبر حملة تبرعات في بريطانيا. في…
·
بقلم: ماري غريس براون ترجمة: أيمن هاشم قلم مكتب البريدالبعثة الإمبراطورية في عام ١٩٠٧م، داخل فصل صغير ببلدة رفاعة، كانت سبع عشرة فتاةً تُجيدن قراءة وكتابة كلماتٍ بلا معنى. كُنَّ ينتمين إلى الفصل الافتتاحي لمدرسة رفاعة للبنات، تجربة جريئة لاختبار مدى ملاءمة التعليم الرسمي في القراءة والكتابة والحساب للفتيات السودانيات. نظرًا لعدم وجود معرفة سابقة…
·
تبرز العسكرة في الحرب الحالية في السودان كمنظومة عنف وأداة لصناعة هوية محددة للرجل السوداني—هوية تتجذر في القوة والسيطرة وتُعاد إنتاجها عبر مؤسسات الدولة والمجتمع. بهذا المعنى، تصبح العسكرة أداة لإعادة تشكيل الخيال الجمعي حول “الرجل الحقيقي”،ذلك الذي يُقاتل، يُهيمن، ويوفر “الحماية”، وهي حماية مشروطة بتبعية الآخر—المرأة. هذا النظام يُقصي النساء باعتبارهن غير مؤهلات للعنف…
·