عن الكِتابة وأشباحها
بقلم: ماري غريس براون ترجمة: أيمن هاشم داخل فضاء (الحريم) التغلغل إلى العقول والأجساد كان يتطلب اجتياز أسوار الحريم (الجدران المشيدة حول حوش الحريم). في المخيال الغربي، يثير مصطلح “حريم” صورًا لغرف معزولة تعج بنساء مبهورات ينغمسن في الملذات الحسية. لكن الحريم في الواقع نظامٌ للتنظيم الاجتماعي والمكاني يفصل بين العام والخاص. الأهم أن الرجال…
·
بقلم: ماري غريس براون ترجمة: أيمن هاشم تجربة رفاعة آمن الإداريون الاستعماريون أن التعليم الرسمي على النمط الأوروبي هو الخطوة الأولى لإصلاح المجتمع السوداني، رجالًا ونساءً. بعد انتصاره في أم درمان، اقترح كتشنر إنشاء “كلية غوردون التذكارية” بالخرطوم. في عرض استعراضي للتحضير، جمع أكثر من ١٠٠ ألف جنيه إسترليني عبر حملة تبرعات في بريطانيا. في…
·
بقلم: ماري غريس براون ترجمة: أيمن هاشم قلم مكتب البريدالبعثة الإمبراطورية في عام ١٩٠٧م، داخل فصل صغير ببلدة رفاعة، كانت سبع عشرة فتاةً تُجيدن قراءة وكتابة كلماتٍ بلا معنى. كُنَّ ينتمين إلى الفصل الافتتاحي لمدرسة رفاعة للبنات، تجربة جريئة لاختبار مدى ملاءمة التعليم الرسمي في القراءة والكتابة والحساب للفتيات السودانيات. نظرًا لعدم وجود معرفة سابقة…
·
تبرز العسكرة في الحرب الحالية في السودان كمنظومة عنف وأداة لصناعة هوية محددة للرجل السوداني—هوية تتجذر في القوة والسيطرة وتُعاد إنتاجها عبر مؤسسات الدولة والمجتمع. بهذا المعنى، تصبح العسكرة أداة لإعادة تشكيل الخيال الجمعي حول “الرجل الحقيقي”،ذلك الذي يُقاتل، يُهيمن، ويوفر “الحماية”، وهي حماية مشروطة بتبعية الآخر—المرأة. هذا النظام يُقصي النساء باعتبارهن غير مؤهلات للعنف…
·
نمارق الجاك خيوطهم لا تصير ثوباً ولايكتسون بأعمالهم، أعمالهم أعمال إثم، وفعل الظلم في ايديهم، وارجلهم إلى الشر تجرى وتسرع الي سفك الدم الذكي أفكارهم افكار اثم في طريقهم اغتصاب وسحق، طريق السلام لم يعرفوه وليس في مسالكهم عدل جعلوا لأنفسهم سبلاً معوجة وكل من يسر فيها لا يعرف سلاماً. (اشعياً _ الاصحاح 59). أنشأ…
·
عزيزتي : إعتصرَ قلبي الألم حين فكرت في إحتمالية أن تظني أنني لم أعدْ أفكر فيكِ، و أن هذا القلم لم يعد يُملأَ من حبر عينيكِ، و لكن ما حجبني عنكِ أني كنت أصارع هذه الرغبة في الكتابة إليكِ، رغم أنها تقريباً الشيء الوحيد الذي أفكر فيه طوال الوقت، غريب! اليس كذلك، أظن أني أخاف…
·
أظن أن الحنانة: هي المرأة التي تقرأ حنانها إلى أقدام وسيقان النساء،وليست إشتقاقاً.وما الحناء إلا الحنان نفسه يا أعزك الله. وعند تأمل مفردة “الحنّانة” في الوجدان السوداني، تتكثف فيها معانٍ وجودية وثقافية، ويمكن قراءتها تأويليًا بوصفها استعارة للمرأة التي تُصرّ على تحويل الجسد إلى موقع حياة، معنى، ومقاومة.وتحيلنا إلى الجذر “ح-ن-ن”، والذي يتصل بدلالات الحنوّ،…
·
بقلم: ماري غريس براون ترجمة: أيمن هاشم “أحتاج أن أفهم كيف يكون المكان على الخريطة جزءًا من التاريخ أيضًا، حيث وُلدتُ… وحيث أحاول أن أبدع.”أدريان ريتش، “ملاحظات نحو سياسة الموقع” (١٩٨٤). في عام ١٨٩٨، قبل سنوات قليلة من التقاط كليفتون أولى صوره، اجتاحت قوات أنجلو-مصرية بقيادة اللورد هربرت كتشنر السودان. لم تكن هذه الأرض المُهمَشة…
·
الرواية لا تتبع النسق الكلاسيكي في السرد أو البناء الروائي، بل تنتمي إلى ما يمكن تسميته بـ”رواية الكارثة اليومية” أو رواية المذعورين/ المترقبين لنهاياتهم، والذين يقفون أمام لحظات مصيرية في حيواتهم هكذا إختار الكاتب د.مصطفى خالد مصطفى أن يفتتح عنوان الرواية بالمفارقة المزدوجة: الضحك والاختناق والنجاة. “هاها” ضحكة مبحوحة وهي علامة علامة سخرية سوداء، مرتبطة…
·