عن الكِتابة وأشباحها
للكاتب: جون ريفنسكروفت -John Ravenscroftترجمة: أيمن هاشم في أحلامي الجميلة، دائمًا ما تقوم ماري إيريس ماكورماك—ميم كما نناديها— بالوقوف على يديها، مُحنيةً ركبتيها ، وتضع قدماها على حائط ساحة المدرسة المبنيّ من الطوب الأحمر. فتنسدل تنورة زيِّها المدرسي الأخضر الناعم مثل جرسٍ هادئ يختبئ نصفه خلف محوره، وعندما تستدير لتواجهني، أرى عينيها المقلوبتين الغريبتين تلمعان من…
·
للكاتب: جون ريفنسكروفت -John Ravenscroftترجمة: أيمن هاشم “أخشى أن أتلف شيئًا في يوم من الأيام…” (بول سيمون – لا أزال مجنونًا بعد كل هذه السنين) عندما كان عمري ست سنوات، فقد والدي صوابه وهاجم نفسه بمطرقة.! أعتقد أن الناس لا يصابون بالجنون هذه الأيام كما كانوا يفعلون سابقًا. صار لديهم رهاب ونوبات هلع وهالات اكتئابية ثنائية…
·
صوت المرأة استعادة شوارع المدينة في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) 1951، أرسلت فاطمة أحمد إبراهيم وزميلاتها رسالةً إلى مُحرر صحيفة محلية ينتقدن فيها قصورَ تعليم البنات. عَرضن في الرسالة الفوضى التنظيمية التي تعيشها مدرسة أمدرمان الثانوية للبنات، وموقفَ بعض المعلمات المتحيز وغيابَهنّ المتكرر عن العمل. نُشرت الرسالة في صحيفتي النسختين العربية والإنجليزية، وأثارت ردود فعل…
·
الطيور الزرقاء في كل أرجاء الخرطوم ترك التعليم الرسمي للفتيات أثرًا امتدّ وراء أسوار الفصول الدراسية، حيث شكّل نمطٌ جديد من اللباس والسلوك العام رداءً متحرِّرًا بعـَدَ أن حوّل البرنامج الإستعماري، أجساد الطالبات إلى أدوات انضباط. تقول حاجة كاشف بدري، شابةٌ في أواخر الأربعينيات: «كان بإمكان الطالبات التنقل وهنّ مرتديات التُوبّ بعد الساعة التاسعة مساءً…
·
توب أضلاع المُعلِمات الزيّ والانضباط والتقدّم في أوائل مايو 1944، احتشدت أكثر من ثلاثمئة أمٍّ وجدّةٍ وعمةٍ وابنةٍ وأختٍ في ساحة مدرسة البنات بالنهود لمتابعة عرضٍ قدّمته 142 تلميذةً مما تعلّمتهنّ خلال العام الدراسي. دُعي عدد قليل من الرجال، هم بعض الموظفين الإقليميين والقاضي المحلي ومديرو مدرستَي الأولاد في المنطقة، والمفوّض الإقليمي ت. ر. هـ.…
·
الليالي التي قضيناها معًا،سريرنا الذي شهد أحلامنا،في الزمن الجديددمعة في ظلام الليل،وسلام مع خمرتنا، أهو بريق الفجر،أم حزننا مُر كالدواء؟نعيق بومة في الليل، هل هو السبب،وأوجاعنا التي لا تُحتمل؟ نعم أيها القلب، نعم أيها القلب الثائر،تعلّقنا، تمايلنا، وإرتبكنا بين العناق والدموع،نصرخ متألمين،حتى القهوة التي شربناها حتى الثمالةصارت مُرة.؟ قَشيُّ يونسَ وَلْدَ رُفَائِيلَ في عام 2019،…
·
في المجتمعات التي يُكبَت فيها التعبير الصريح عن الجنسانية، تلجأ النساء إلى الرمزي، الطقسي، والحسيّ لإدارة رغباتهن والتعبير عنهن. حيث تُجسّد ممارسات مثل الدخان، الدلكة، الخمرة، البخور البلدي والعطور، منظومة حسيّة متكاملة تعيد صياغة العلاقة مع الجسد والرغبة. وتمثل هذه الطقوس بنية رمزية تُمارَس في الخفاء، لكنها تُنظّم وتُحرّك خيالًا جنسيًا واجتماعيًا واسعًا. حفرة الدخان…
·
وأنا أكتبُ، تمرُّ أمامي كثيرٌ من الأمهاتِ والآباءِ المؤسسينَ، أفكّرُ: ماذا لو فقأتُ عيون أوهامهم بأسنان المشاهدات التي أرغبُ في تدوينها الآن بدلَ كتابتها؟ مفارقات ساخرة: كيف يُبدي كثيرٌ من (الأمهات والآباء المؤسسين) في منظمات المجتمع المدني، وحتى في المبادرات الإنسانية، استغرابًا وسخريةً من تمسك عمر البشير بالحكم طوال ثلاثين عامًا ورفضه تسليمَ السلطة؟ لكن…
·
لمحاتٌ من النظام الإستعماري لم يكن مصطلح “الختان الحكومي” سوى علامةٍ من بين علامات عدة دفعت بتغييراتٍ تتكشف داخل (الفضاء النسوي) فضاء الحريم. وبسبب نقص المعطيات، لم يتمكن المسؤولون الحكوميون ولا المؤرخون الحديثون من تقدير مدى فعالية برامج مدرسة القبالة. لا نعلم عدد النساء اللائي اخترن ولادة “الماكينتوش” (الولادة على الظهر فوق شرائح بلاستيكية) ولا…
·