عن الكِتابة وأشباحها

تكتسب الألوان في الثقافة السودانية أبعاداً أكثر من مجرد زينة بصرية؛ فهي تحمل دلالات رمزية عميقة تتشابك مع الحياة الاجتماعية والطقوس اليومية. يرتبط استخدام الألوان ارتباطاً وثيقاً بالحماية من الشرور، حيث تُستخدم الألوان الحرزية كدرع رمزي لصد الأرواح الشريرة والعين الحاسدة. هذه الممارسات، التي تضرب بجذورها في المعتقدات الشعبية، توظف الألوان كوسيلة للحفاظ على النفس،…
·
يُحكى أن رجلاً كريماً اشتهر بين الناس بكرمه الفيّاض، حتى قالوا: إذا زاره ضيفان ذبح لهما خروفاً، وإن زاد الضيوف على خمسة نحر لهم ناقة. وذات يوم جاءه رجلان غريبان، فذبح لهما خروفاً وأطعمهما، ثم آواهما في المضيفة (توشفت). لكنهما أخذا يتهامسان ويقولان: «صاحبنا الذي أكرمنا بالأمس أكرم منه، فما فعل هذا الرجل شيئاً عظيماً».…
·
و نحن نتأمل في عمق الثقافة الإنسانية التي تحمل في طياتها أسرار الوجود و المعتقد، نغوص في طياتها هنا بتأمل في رؤية الدينكا الفريدة للتوأم … التي ترى فيهما ليس مجرد وليدين بل هبة سماوية وتجلياً لقدرة الإله بين البشر فحين تحمل المرأة بتوأم ينظر إلى الحدث على أنه لحظة مفعمة بالزخم الروحي تجر وراءها…
·
في نصوصه المتأرجحة بين الحلم والواقع، يرى أرتور رامبو (1854- 1891م) أن المدينة ليست مجرد فضاء مادي يعيش فيه البشر، بل كائن حيّ مشحون بالروح والتاريخ والخيال. عند رامبو، تتحوّل المدن إلى مدن رائعة، رمز للحرية، والجمال، والانعتاق، حيث تتقاطع الطبيعة مع النشاط البشري، ويصبح الفجر لحظة ثورية وميتافيزيقية في آن واحد، وتحت هذا التحريض…
·
أو ما يعرف بالأرواح(ييث – Yieeth) عندما تنبثق التصورات الأرواحية من وعي الشعوب كنبضٍ كونيٍّ متكرر، تطلُّ ديانة الدينكا من سهول جنوب السودان بوصفها نسيجاً روحياً فريداً. هنا، حيث يمتزج الإله الأعلى(نياليك) بتجلياته في الأسلاف والطبيعة، تُحاكُ لعبةٌ مقدسةٌ من الوساطة والمُطلق. أو كما يرى *فونت* في “الأسطورة والدين”: “هذه التصورات هي النتاج النفساني الضروري…
·
سايمون أتر يطلق الدينكا على الزواج كلمة “رواي” – Ruääi، وهي كلمة ثرية المعنى، تحمل في طياتها مفهومًا أعمق من مجرد الارتباط بين رجل وامرأة؛ فهي تعني القُربى، بما تتضمنه من روابط إجتماعية. كما يُطلق على العرس لفظ “ثييك” – thiëëk، ومعناه الدفع أو تقديم المهر، باعتباره هدية أو ثمنًا لهذه القُربى. – مع ملاحظة…
·
صدر عن دار الريس الطبعة الأولى من المجموعة القصصية “ماضغو الرصاص” لأيمـن هاشم 2025م وهي المجموعة القصصية الحائزة على منحة المورد الثقافي، وهي كعمل أدبي يتجاوز حدود السرد التقليدي نحو بناء ملحمي يمزج بين التاريخ والأسطورة والكوابيس الجماعية. النصوص هنا ليست قصصاً بالمعنى البسيط، بل شظايا ذاكرة، وثقوب في الزمن، وأصوات مقهورة تتجاور مع الأرواح…
·
صدور المجلّد الأول من الأعمال الكاملة لجمال محمد أحمد. حرّر الكتاب وزوده بحواشٍ تحريرية: بشير أبوسن هذا هو الـمجلَّدُ الأولُ من الأعمال الكاملة للأستاذ جمال محمد أحمد، نقرأ فيه قدْرًا عظيمًا من خُـلاصاتِ متابعته للحركات الفكرية في إفريقيا، وتأمُّلاتِه الوضعَ الأدبيَّ والاجتماعيَّ المعاصر فيها، إذْ ذاع صيتُ جمال بدراسَتِه نصوصًا أدبيَّةً تُعدُّ اليومَ من عيون…
·
بلغني بالأمس رحيل جدتي الأحب إلى روحي، فاطمة المبعوثة إلى العالمين ب”منوكي بت الدقيل” وأنا في أمس الموت إلى حياتها،أحاول لملمة محمد الذي ينفرط عن دموعه في الرسالة الصوتية التي حملها أخي بكل وزرها. ولاأذكر سوى خبطة تلغراف سيظل عزاء هذه المسافة الدامية أضمه/يضمني على حالة الواتساب عندما أخاف..الحنين.. أو أزاول الفقد اليومي … (تمرر…
·