كانت السيدة العظمى قد إنتصرت لتوها علي ألمانيا، في المنطقة الغربية-راجا تحديداً، تجمعت الحشود، ذبحت الثئران، وزعت البيرة، كان موكب النصر يتقدمه جنود الشرطة، أمسكوا بالبنادق بقوة، تحت سواعدهم، دكّوا الأرض من تحتهم، في ميدان العرض حيث يجب أن يؤدى شكر المملكة التي لا تغيب الشمس عنها، كانوا يرددون أغنية بعربي جوبا، كلها نداءات لفتاة من قبيلة الباندا، أداها ذلك الشرطي في المنتصف بصوت كله رجاء وبُكاء- لم يكن هنالك طريقة أفضل للإحتفال بنهاية الحرب العالمية الثانية.
***
في أدغال مديرية جوبا، كانت الكنيسة عبارة عن كوخ صغير، تظلله شجرة ضخمة و بابين صغيرين، بيت القش هذا سيصبح فارغاً عما قريب؛
يقول دينق:
الأولاد شوشهم ما تقوله يا حضرة الأب الجليل، إنهم يتضجرون، أنظر إليهم إنهم يترنمون بمقدس، مقدس، مقدس..من الصباح و حتى المساء ، ألا يوجد” تمساح، غزل في إمرأة، أو مريسة حتى!! .
اترك تعليقاً