قصة أولاد ألس

·

·

الإزاحة السكانية واللغوية والثقافية للعناصر الأصلية والتحول نحو العربية – الإسلامية في المنطقة الممتدة بين منصور كتي والدبة من خلال الروايات الشفاهية
للكاتب : محمد مصطفى النور

حول دخول العرب للسودان

تأسيس قصة أولاد ألس:
تم جمع نحو خمسة عشر نسخة من وراية أولاد ألس- تظهر فيها شخصيتين: بشارة الغرباوي والشيخ عووضة البيلي وحولهما تدور الروايات التي تنتهي بشرح كيف آلت منطقة ” حوش مار ” الى ما هي عليه الأن.
تتفق معظم الروايات حول أن أولاد ألس هم السكان الأصليين في المنطقة التي تسميها الروايات الشفاهية ب ” حوش مار” ً ثم إن هناك شيخاً مسلما تسميه بعض الروايات بالشيخ عووضة قدم للمنطقة وأنشأ خلوته وتزوج من هناك وقد تمت مكأفاته بمنحه قطعة من الأرض وشيئاً فشيئاً أصبح هذا الشيخ يمتلك مساحات واسعة من الأراضي، وعند هذه النقطة تفرعت القصة لقسمين : حدوث صراع بين الشيخ والسكان الأصلييين، فتذهب الروايات لأن السبب فتاة تنافس في الزواج منها ابن الشيخ وأحد السكان الأصليين، ثم تمضي المحكيات على ان السكان الأصليين دبرو ميكدتهم بربط الألس (الحبل) بالركيزة الاساسية التي تقوم عليها خلوة الشيخ و اتفقوا على جرها جرة رجل واحد فتنهد الخلوة على رأس الشيخ، وتصرح رواية منوفلي بان الغرض هو قتل الشيخ عووضة، الا ان الشيخ علم بما يدبرون بواسطة وحي كما تشير بعض الروايات فاخذ بيده حفنة من الرمال ونثرها على وجوه المتآمرين فنتجت عنها عاصفة رملية دفنت مساكن التآمرين وفرقت شمل البقية، وبقيت هذه الكرامة محفوظة في الذهن الشعبي باسم قصة : أولا ألس.
حول اسم حوش مار:

بناء قديم لا يعرف له تاريخ بداية، وتشير بعض الروايات الى كلمة ” حوش ام مار ” وتعني بلغة الدناقلة ” الحوش الكبير” وهي قطعة سكنية مملوكة لبشارة قيلي منذ السلطنة الزرقاء ويعرف ببشارة الغرباوي، تشير بعض الروايات الى انها تحريف لكلمة هوشن مار.

حول بشارة الغرباوي:

تخلط الروايات بين بشارة الغرباوي وبشارة قيلي : تعني كلمة قيلي – أحمر اللون وهو حفيد بشارة الغرباوي. ولما كان اسم بشارة يكثر بين الطلاب الوافدين من الضفة الشرقية فقد تم تمييزه والمقصود هنا الضفة الغربية للنيل، وتتفق مع هذه الرواية رواية تاج السر محجوب منوفلي التي اوردها عن حمد عبدالرحمن حمد البيلي في ان بشارة الغرباوي هو بشارة بن علي برسي ولقب بالغرباوي بواسطة استاذه ابراهيم البولاد بن جابر لكثرة اسم بشارة ولتمييز انه ياتي من غرب النيل بالمركب من منطقة حوش مار.

يوصف بشارة الغرباوي بأنه رجل غني وانه بنى حوش مار بالسمن والدهن بدلا عن الماء وانه كان يمتلك من العبيد الذين امرهم باحضار حجر بناء الخلوة من الضفة الشرقية عن طريق المراكب.
تتفق الروايات عن ملكية حوش مار ترجع لبشارة الغرباوي وينسب للغرباويين الذين يشار اليهم احيانا بالنوبة واحيانا أخرى بالعنج وأحيانا بالبقداب واليهم تنسب المناطق الاثرية في المنطقة.

حول قدوم عووضة بن الشيخ أحمد بيلي :

تشير معظم الروايات الى انهم قدموا من منطقة بيله بالأراضي المقدسة – منطقة بيله مصر – منطقة بيلا في نيجريا.

إستقر الشيخ أحمد بن بيلي بمنطقة تنقاسي وتزوج هناك، درس ابنه عووضة بخلاوي أولاد جابر الأربعة بمنطقة فقيرنكتي، وتشير الروايات الى انه عند قدومه لم يكن يملك سوى ملابسه ومصلاته، وقد استضافه بشارة الغرباوي لمدة ثلاثة ايام فوجده رجل متدين فطلب منه البقاء لتدريس القران الكريم وبنى له مسيد، وبعد تزايد اعداد طلابه بنوا له خلوة بالحجر وسط الغابة.

حول زواج عووضة من دارا ابنة الشيخ بشارة الغرباوي:

هناك روايات تناولت نهاية حوش مار دو ان تتعرض للصراع، تتفق على ان اثنتان من نساء حوش مار اطلقتا اسم الشيخ حبيب والشيخ عربي وفي رواية اخرى الشيخ حمد على ثياب جديدة احضرها له ازواجهما وقد اثار الأمر حفيظة الشيخ فتوعد اهل حوش مار، ثم هبت رياح واعصار على منازلهم التي طمرت بالرمل ونجت من هذه الحادثة امرأة من الرقيق القت بها الاعصار في مدينة سنار وهناك أخذت تسال عن من يرجعها لمنطقة حوش مار ووعدته باعطائه ذهباً حيث كانت الأحصنة تقيد على اوتاد من ذهب، فتصدى احد الرجال للمهمة و في اليوم الموعود لدغته عقرب فمات و تفسر هذه الرواية بأن الشيوخ منعوه من العودة اليها.

تجريد الروايات الشفاهية :

–        تضمنت الروايات اشارات مبطنة لحدوث ازاحة سكانية أدت لهجرة السكان الأصليين وإحلال البيلياب مكانهم سواء بهجرتهم (طاروا) أو تهجيرهم (شالهم العصار) او موتهم (غمرتهم الرمال).
المعاني المهمة المستخلصة من التكثيف الروائي لقصة اولاد الس :

–        قدوم مجموعات عربية – مسلمة لمنطقة الدراسة.

–        سيطرة المجموعات الوافدة على الأراضي الزراعية.

–        الصراع حول الأرض بين السكان الأصليين والمجموعات الوافدة.

–        انتصار المجموعات الوافدة وهجرة السكان الأصليين.

·       مجتزأ من ورقة تندرج ضمن توسيع قاعدة المصادر التاريخية التي أطلقها بروفسير يوسف فضل و هي استخدام الرواية الشفاهية كمصدر تاريخي.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *