صلاة هادئة للقمر   

·

·

راكيل ايسابيل دي الديرت
ترجمة عناب علمان

تُقبِّلينه في الفمِ،
أو في منحنى فكِّه،

أو في النقطة المجوَّفه؛

حيث يلتقي حلقه بجسده.

تفكرين: عندما كنتِ في السادسة عشر، واقعة في حبِّ المدينة،

إنك لو استطعت، لأصبحت عاصفة مطرية،

تطاردين نفسك في براري بلادٍ جديدة.

لكنكِ في العشرين ، بلا مال، و بحقيبة ظهر مليئة بمشاكل عائلية ،

و بحياة لا تسير كما تريدين،

و بمرض في المعدة،

و مؤخراً، بدأ كل الأولاد تذوق نفس الأشياء وقراءة نفس الكتب بنفس الطريقة، جميعهم.

تستيقظين على ملاءات جديدة،

أو آفاق جديدة، أو أحذية جديدة،

لكن هذا لا يعالج التصدُّعات العميقة داخلك،

لكن أليس من المفترض على البالغين،

أن يحلِّوا مشاكلهم وحدهم؟

لذلك لا تريدين إعادة مهاتفة والدك؟

لا بأس إن كنتِ لا تستطيعن العثور على قلبك.

تُقبِّلها في الفمِ، أو في عظام الفخذين،

أو على كدمات مفاصلها،

وتفكر في.. عندما كنتَ في الخامسة عشر، تؤمن بالمستقبل،

حيث كنت تضع كل الأشياء معًا،

و تفكر في نسختك الأصغر عمرًا،

وتقول :أنا آسف، آسف جدًا،

خذلت كل منكما،

ألم أفعل؟

من السهل جدًا التظاهر أن لا شيء يهمّ،

إذا ملأت رأسك بعدد أقل من الألغاز،

و صَحِبتْ نفسك نحو الرومانسيات، و الحفلات،

بيتزا بسعرات حرارية

بدلاً عن التفكير في ما ستكون عليه

عندما يمسك كل شيء بقدميك.

من السهل شراء الويسكي،

بدلًا عن الحديث معها عن أسرارك،

من السهل تدخين الحشيش،

بدلًا عن صنع قطعة فنية،

أليس كذلك؟

الليلة ،سنقوم بصلاة هادئة للقمر :

لا تجعلني أموت في هذه المدينة، لا؛ ليس هنا.

ولا في أي مكان حيث كل شيء ساكن.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *