فيلم (A Beautiful Curse) حين يكون الحُب مرضًا.!

·

·

, ,

يبدو فيلم (A Beautiful Curse) كأنه قادم من قصة “روميو وجولييت” وبلمسة درامية رقيقة، يطرح فيلم الفانتازيا الجديد “لعنة جميلة” أسئلة من قبيل: كيف يمكن لأبسط اللحظات أن تحمل أعمق المعاني، تبدو أكثر ارتباطًا بواقعنا في ظل الحالة الراهنة لعالمنا وسط الجائحة المستمرة. فعندما يبدو أن كل شيء قد ضاع، يبقى دائمًا أمل في غدٍ أفضل. يقدم “لعنة جميلة” محتوى ذا مغزى، ينبض بالأمل والأسى معًا، ويدعونا للتأمل في المعنى الحقيقي للجمال، ومع ذلك إنه ليس فيلماً عن الوباء، إنما فيلم عن الحُب.

وَعِش خالِيًا فَالحُبُّ راحَتُهُ عَنا

وَأَوَّلُهُ سُقمٌ وَآخِرُهُ قَتلُ.!

إبن الفارض

لعلّه لا توجد فكرة نمطية (كليشيه) في الدراما “الرومانسية” أكثر إثارة للنفور من فكرة رجل يطارد امرأة ليجمع معلومات عنها، هذه الفكرة الغريبة يقدمها الفيلم على أنها لفتة ساحرة، يتم دفع هذه الفكرة إلى أقصى حدودها المقلقة، حيث يمضي المصور الصحفي صامويل معظم وقته في مراقبة ستيلا وهي نائمة، ليقع في حبها شيئًا فشيئًا.

نتابع صامويل الذي يعمل مصور فوتوغرافي يُرسل في مهمة لاستكشاف وتوثيق جزيرة معزولة “في مكان ما قبالة الساحل”، حيث يبدو أن جميع سكانها قد غطوا في نوم عميق في خضم ما كانوا يفعلونه. علامات الحياة الوحيدة النشطة هي سمكة ذهبية، وتحذيرات متكررة تبثها السلطات، ومجموعة من الأشخاص الذين يتجولون في بدلات بيضاء واقية من المواد الخطرة لمراقبة هذا السكون المطبق. كل من في الغيبوبة لا يزال لديهم نبض وحرارة، وبطاقات تعريفية معلقة بهم. آه، وقبل أن يتجمدوا، شعر الجميع بعطش شديد.

يستخدم المخرج، تكنيك الصمت والمساحات بفاعلية فيبلغ الفيلم ذروة تأثيره عندما يتجول صامويل في أنحاء الجزيرة. حافلات مدرسية مليئة بالنائمين، حبوب إفطار مبعثرة على أرضية متجر بقالة ورجل ممدد وسطها، شوارع صامتة بشكل مكثف وحركة مرور منعدمة. إنها مشاهد مؤثرة تخلق أجواء حزينة بشكل خانق. تُقدَّم لك لمحات موجزة عن حيوات وتتساءل: من كانوا؟ من أحبوا؟ وماذا كانت شغفهم؟ إنها لحظات آسرة على فترات متقطعة، أن تضيع في هذه الصور الإنسانية الموجزة. وتزداد وطأتها حين نأخذ في الاعتبار غياب الإنسانية الذي عانينا منه الكثير منا خلال العام الماضي.

ولا تقل “المحادثات” بين صامويل وستيلا إبهارًا. من خلال إخراج هذه الحوارات في بيئة تشبه مسرح الصندوق الأسود، حيث يفرغ صامويل حياته أمامها وهي ترد عليه بالمثل. إنه خيال، أوهام مطارد، لكنها طريقة ذكية لنقل مستوى معين من الانسجام بين الاثنين. لكن هذا الإبداع تقوّضه الرغبة الملحة في أخذ حمام أثناء مشاهدة ما تدرك أنه سلوك مريب للغاية، ومع ذلك، فهي طريقة سينمائية غنية بالتفاصيل لعرضه.

بغض النظر عن مدى جمال الأجواء التي يخلقها أبيلدجارد هنا، فإن عمله يظل مقوضًا بالأسس السطحية لنصه. لا يوجد عمق في شخصية صامويل، ولا في هذه العلاقة، ولم يُبذل أي مجهود لمنح ستيلا أي إرادة خاصة بها. ولعل الجانب الأكثر إهانة في الفيلم هو تخصيص خمس دقائق مثيرة للضحك في النهاية لمنحها فرصة للتعبير عن رأيها.هذا الفيلم الروائي الأول للمخرج الدنماركي الحائز على جوائز، مارتن جارد أبيلدجارد، يجمع بين المناظر الطبيعية الخلابة للدنمارك، وأداء آسر من بطلين بريطانيين، وموسيقى تصويرية غامضة تنذر بالخطر، لتنسج معًا قصة حب واقعية ممزوجة بالخيال العلمي والأجواء الخرافية الغريبة، في تجربة تذكرنا بمسلسل Black Mirror الشهير.

ضِدُّ منْ ..؟

ومتى القلبُ – في الخَفَقَانِ – اطْمأَنْ ؟!

أمل دنقل

بينما يزداد هوس صامويل بمعرفة المزيد عن مضيفته الغارقة في النوم، لا يسعك إلا أن تتساءل: هل هي مجرد وهم من نسج خياله؟ ثم تنقلب الأدوار، وفي النهاية، يبدو أن القصة تتمحور حول كيفية تعرف البشر الوحيدين على بعضهم البعض، عبر مزيج من الآثار والأدلة التي نخلفها وراءنا، والتخيلات والتكهنات التي يبنيها شريك محتمل.

أولئك الذين يفضلون الحبكات الواضحة والنهايات الحاسمة قد لا يروق لهم هذا الفيلم، أما الأرواح المغامرة، فستجد في الفيلم عملًا يأسر الألباب بجماله الهادئ وغموضه الساحر، وفي النهاية هو فيلم يحمل بضع أفكار قوية، لكنها تُنحّى جانبًا لصالح فكرة محورية مقززة بشكل محيّر. لا يمكنك أن تقع في حب الثنائي الذي يقع في الحب، لأن العلاقة ببساطة غير موجودة. ومهما أصر الفيلم على عكس ذلك، فلن يغير هذا الواقع. إنه مجرد فيلم نمطي آخر يسير بخطى وئيدة، ويخشى أن يغوص كليًا في أي اتجاه معين، فيتظاهر بدلًا من ذلك بأنه شيء آخر. وكون هذا “الشيء الآخر” سامًا وبغيضًا هو عيبٌ قاتلٌ يصعب التغلب عليه.

المصادر:

  • EIFF Review: A Beautiful Curse -Author of the article: By Roger Levesque
  • One thought on “Cinequest 2021: A Beautiful Curse”
  • Cinequest: A Beautiful Curse (2021) – Reviewed on April 01, 2021 By -Brandon Streussnig

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *