نشر فيكتور كيري دراسة اخرى متعلقة بدراسة الموت والطقوس الجنائزية عند المادي (MAADI DEATH AND FUNERAL RITES)، وهي دراسة في المعتقدات الشعبية والممارسات المتعلقة باخر طقوس العبور التي يتم أجراؤها للفرد بعد مفارقته للحياة، وهي تجربة تختلف عن الأولى في كونها إستندت على منهجية علمية في جمع المعلومات الخاصة بالدراسة وتحليلها أيضاً، ويرجع كيري الفضل في ذلك للدكتور لويس خميس جاجا الذي نصحه باستخدام أساليب البحث العلمي في هذه الدراسة التي لن تنحصر فائدتها على أفراد مجتمع المادي وإنّما ستفيد الباحثين في دراسة عادات وثقافة المجموعة(Wani2019)، وقد ساهم البروفسير الوزاي موغا لادو أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة جوبا أيضاً في دفع الكاتب لإعادة هيكلة الكتاب وفقا للمنهجية المتبعة في البحث الإجتماعي..
حتى يستطيع الباحث الاجابة علي الاسئلة التي تدور في الإذهان عن(طقوس العبور) عند المادي خاصة بالنسبة لدارسي الأنثروبولوجيا.
طقوس العبور
تقع دراسة فيكتور كيري عن الموت والطقوس الجنائزية المرتبطة به لدى المادي في واحدة من حقول وميادين علم الفولكلور الذي يهتم بدراسة المعتقدات الشعبية المرتبطة بالطقوس التي تقوم المجموعات الثقافية بأجرآئها في المراحل الحياتية المختلفة بدءً من الميلاد وحتى الوفاة، ويقصد بطقوس العبور بحسب فإنّ جنيب الطقوس التي تقام عند مرور الشخص بمرحلة هامة تتغير فيها منزلته الإجتماعية، الغرض من إقامتها هو الإعتراف بتلك المرحلة وبانتقال الفرد إلى منزلة أخرى ، وتنقسم طقوس العبور إلى ثلاثة مراحل.
إهتمت فيها دراسة فيكتور كيري بالمرحلة الإنفصالية التي يخرج فيها الفرد من حالته السابقة.
إستهل كيري دراسته بتعريف مفهوم الموت في التراث الإنساني، كما تطرق بالذكر للأسباب التي يعتبرها مجتمع المادي سببا للموت أو الوفاة لكنه توقف عند الإعتقاد السائد وسط المجموعة بأنّ الشخص المتوفى قد يكون مسموماً، وحاول تقديم بعض التفسيرات الأسطورية للأسباب التي قد تؤدي إلى موت الشخص، وهي تصورات مرتبطة بالنظام الديني لدى المجموعة، ولا يمكن فهمها إلّا من خلال تقديم شرح وافي للمعتقدات الشعبية لمجموعة المادي والتي لاتزال مستمرة في عديد من أوجهها والتي تؤكدها طبيعة الطقوس والممارسات المرتبطة بالدفن و الماتم، فالمعتقدات والمعارف الشعبية هي ما يؤمن به الشعب فيما يتعلق بالعالم الخارجي والعالم فوق الطبيعي(الجوهري :1980م.21)، وهو ما اهتم به فرانسيس دينق في كتابه عن الدينكا في السودان حيث أسّس لمدخله في دراسة الموت عند الدينكا بالمنظور الديني للمجموعة ومفاهيمهم عن الموت والخلود، يقول دينق:
” لاتعد ديانة الدينكا بجنة قادمة، كما أنّها لاتعد الدينكا للموت المحتوم، فكما أنّه لا مناص من الموت، كذلك يجب أن يواجه الناس بشجاعة، وبقدر ما يصنع منهم أناس خالدون، فإنّ الموت نهاية تغيم تصورات الدينكا عما بعدها، ويبتدئ الخوف من المجهول جليا بينا “(دينق2001م:223)،
فعلى الرغم من اشارات فيكتور كيري المتعددة لتفسير المعتقدات المرتبطة بالموت عند المادي، إلّا أنّ إفراد مساحة وافية لسياق الدين وعلاقته بالتقاليد والممارسة الثقافية عند المجموعة سيوفر مادة اضافية للدارسين والمهتمين بإجراء مقاربات أوسع لقرآءة إرتباطات المظاهر الحياتية الأخرى المادية والمعنوية باستمرارية الممارسات التي باتت تأخذ شكلا من أشكال الرواسب الثقافية في عوالم خاضعة للتغير، وهو الهدف الذي أراد الباحث تحقيقه من خلال القيام بتلك الدراسة المهمة.
فالموت عند المادي حسب الدراسة لا يمثل نهاية مشوار الحياة، وإنّما يعتبر إنتقال من مرحلة محددة في الحياة إلى مرحلة أخرى.
وهي سمة تكاد تكون مشتركة ومشتركة لدى العديد من الجماعات البشرية، لكنهم يختلفون في عاداتهم الجنآئزية عن بقية المجموعات التي تعزز فكرة إستمرارية الحياة بدفن متعلقات الميت معه حتي يستخدمها في العالم الآخر، ففكرة المادي عن عالم الخلود مغايرة تماما فهم لا يدفنون اي متعلقات مع الميت باعتقاد أنّ جميع الاشياء التي كان يستخدمها خلال فترة حياته هي أشياء تخص هذا العالم وليس العالم الآخر الذي سينتقل اليه المتوفي، لذلك فهم يرون انه من الخطأ ترك الأشيآء الدنيوية لترافقه في العالم الآخر، لكنهم في الوقت ذاته يستثنون القادة الروحيين من صانعي المطر من تلك الممارسة اذ يقومون بدفنهم مع جميع متعلقاتهم الخاصة تقديراً وإكراماً لهم .(Wani2019:66)
من التأثيرات الواضحة للمعتقد الشعبي في عادات الدفن لدى مجموعة المادي، هي ممارسة بقر بطن المرأة التي تتوفي وهي حبلى بجنين في بطنها، وهي من الممارسات التي كانت تتم حتى سبعينيات القرن المنصرم، حيث يقومون باستخراج الجنين من بطن أمّهِ ليتم دفنه في قبر منفصل وبطقوس منفصلة، وتنبع أهمّية تلك الممارسة في المقام الأول للتعرف على جنس الجنين ولإيمانهم بأنّ رحم المرأة شبيه بالقبر هو الآخر، وقد توقفت تلك الممارسة لعدة عوامل مرتبطة بالإنتقال للمدن حيث تحدث أغلب الوفيات بالمستشفيات كما تتم مراسم الدفن في المقابر العامة وليست داخل المنازل، بجانب الخوف من إنتقال الأمراض، ويعتبر إنتشار التعليم عاملاً حاسماً في تغيير العديد من الممارسات التقليدية بين العديد من المجموعات الثقافية بجنوب السودان.
في خاتمة تقديمه لدراسة فيكتور كيري أشار والدكتور الوزاي موقا لادو، أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة جوبا إلّا أنّ ” الكاتب إستطاع أيضاً أن يربط بين أهمّية الطقوس الجنآئزية في فولكلور مجموعة المادي، وهو حقل في دراسة الفولكلور والتاريخ الإثني، فالكاتب باعتباره صحفي مقتدر، إستطاع أن يلج في دراسته عن مفهوم الموت وطقوسه عند المادي إلى عوالم الأنثروبولوجيا، فدراسته تمثل مساهمة مهمة في حقل الأنثروبولوجيا الثقافية للمجتمعات الأفريقية. (Wani 2019).
طقس دفن الشبح (Ghost burial)
إستعرض الكاتب العديد من المظاهر الفولكلورية في العادات والممارسات الخاصة بالدفن، وتحديدا تلك التي يتم إجرآؤها للشخص الذي يتوفى بعيداً عن أسرته وقريته ومجتمعه، حيث تعرض لطقوس الدفن الصوري او دفن الشبح (Ghost burial) ، والذي يتم من خلاله إستدعآء روح المتوفي نظريا لدفنه مقابر الأسرة لأنّ تركه بعيداً سيتسبب في وفاة أشخاص آخرين في الأسرة بعيداً عن بيوتهم ولن تقام لهم مراسم دفن تليق بهم مثله، وهو طقس تقوم به العرافة التقليدية التي تستدعى المتوفي بالتحدث إليه وذلك بحضور زوجته وابنائه الكبار وبقية الأرامل، وتصاحب ذلك الطقس مجموعة من الممارسات التي تنتهي بتقديم الذبائح لروح المتوفي الذي سيعود ليرتاح مع بقية أفراد أسرته بحسب معتقدات المادي.
وفي الماضي كان أفراد مجتمع المادي يتبعون نظام الدفن القرفصائي في قبور دائرية، يدفنون فيها موتاهم الذين يقضون في ظروف وأوضاع طبيعية، لكن هذا الوضع لا يسري في حالة الإشخاص الذين يقضون نحبهم في الحروب ذات الطابع القبلي، إذ تختلف الطقوس والمراسم المتبعة في دفنهم نتيجة للأسباب التي أدت إلى موتهم بواسطة أشخاص آخرين في مواجهات مسلحة:
حيث يتم وضع الميت داخل القبر في وضعية الجلوس، ويكون وجهه مرفوعا بحيث يكون نظره مصوبا نحو الشخص الذي قام بقتله في الحرب حتى يجد نفس مصيره.
وفي حال لم تتمكن أسرة القتيل من إحضار جثمانه من موقع المعركة، فإنّه يخضع لذات طقوس الدفن الشبحي حتى تستريح روحه بين أفراد أسرته، فتفسير تلك العادات المتبعة في التعامل مع الموت عند المادي لها صلة بالمعتقد الشعبي والدين التقليدي الذي كانت تؤمن به المجموعة وقد لازمها الإستمرار لأنّها أصبحت تمثل واحدة من الموروثات التي تتعامل معها المجموعة كجزء من سماتها الثقافية المميزة لها عن بقية المجموعات الأخرى.
إهتمّ فيكتور كيري أيضاً بالإشارة لفنون الأداء الشعبي المرتبطة بعادات الدفن وطقوسه عند المادي، وفنون الأداء الشعبي واحدة من أربعة أقسام نظرية وضعها ريتشارد دورسون في تصنيفه لميادين الدراسات الفولكلورية، وهي بطبيعة الحال لا توجد منفصلة عن الأجناس الفولكلورية الأخرى، وتكون محكومة بسياق إجتماعي ولغوي وثقافي محدد يمكن أن نسميه السياج(النور2004م:81)، ومن أبرز الأنماط التي أشارت اليها الدراسة نجد:
الرقص الذي يقام خلال فترة المأتم تعبيراً عن مدى حب الناس للشخص المتوفي، ويحمل الراقصون بعضاً من الأسلحة التقليدية تأكيداً للصدمة الكبيرة التي تسبب فيها الموت، وتقام تلك الرقصات للمتوفين للأشخاص الذين توفوا بعد أن بلغوا أعماراً متقدمة وأنجبوا ذرية تحمل اسمائهم، وذلك تقديرا لهم وللواجبات التي قاموا بها في حياتهم ومنها أنّهم غرسوا بذورا تساهم في استمرار سلالتهم وعشآئرهم.
أغاني الموت
واورد كيري في سياق تناول فنون الآدآء الشعبي أيضاً، الأغاني الشعبية التي يتم ترديدها وأدآؤها خلال تلك الرقصات عند مجموعة المادي والتي تعرف باسم (Dirges) وهي عبارة عن أغنيات قام المجتمع بصياغتها وتأليفها ولا يعرف الأشخاص الذين قاموا بتأليفها مثلها مثل بقية أشكال التعبير الشفهي الأخرى، وهي اغنيات لا ترتبط فقط بالحزن والموت وإنّما تحكي التاريخ الشفهي للمجموعة والإقليم الذي ينحدر منه المغني والعشيرة التي ينتمي اليها، وترد فيها الإشارة للعديد من الأحداث التاريخية التي شهدتها المنطقة، وبهذا يمكن أن تعتبر أغنيات(الدرغي) واحدة من مصادر دراسة تاريخ المجموعة إستنطاق أهم الأحداث التي شهدتها المنطقة بالإشارة إلى تلك النصوص المرددة كسجل تاريخي إجتماعي.
خصص فيكتور كيري مبحثا في دراسته لمفهوم الموت في فولكلور المادي، تطرق فيه لدراسة تصورات المادي عن الموت من خلال حكاياتهم الشعبية، ويكون بذلك قد حصر الفولكلور في واحدة من أجناس الأدب الشعبي و التي لا تمثل جميع حقول وميادين وتفرعات الفولكلور المتعددة التي تمثلها الدراسة بأكملها، كما أنّ الإشارة الي الحكاية الشعبية كفولكلور ربما تولدت من أنّ الباحث قد أجرى الدراسة تحت غشراف وتوجيهات مختص في الأنثروبولوجيا باعتبارها مجالاص قآئماً بذاته لذلك وجبت الغشارة للفولكلور بالعبارة في محاولة تسليط الضوء على مفهوم الموت في الحكاية الشعبية عند المادي، وبالرغم من أهمّية تلك الإشارة إلّا أنّ الحاجة تظل قائمة لدراسة تحليلية منفصلة لتلك الحكايات التي لا يمكن أن نتعامل معها كنوع من الواقع بحكم ما يسندها من منطق داخلي وأدوار وظيفية أنتجها المجتمع لتأدية مهام محددة في سياق منفصل كلية.
ولم يهتم فيكتور كيري فقط بدراسة الطقوس والعادات والممارسات المرتبطة بالموت لدى المادي، لكنه أورد أيضاً العديد من عناصر الثقافة المادية المرتبطة بها، فالمعلوم أنّ لكل تراث ثقافي غير مادي أبعاداً ماديةً ملموسة مثل ادوات الزراعة، الصيد، الطهي، أدوات الزينة، أدوات الموسيقية، الأدوات الحربية مثل الحراب والدروع. إلخ، ومن امثلة عناصر الثقافة المادية المستخدمة في تلك الممارسات ترد الإشارة للأدوات المستخدمة في حفر القبول مثل نصال الحراب أو السكاكين، إلى جانب الأدوات المستخدمة في الرقص المأتمي كالحراب والنبال(النشاب) إلى جانب الطبول والتي تكون ثلاثة في الغالب هي الطبل الأم أي الكبيرة، وطبلين آخرين بأحجام اصغر، إلى جانب الأدوات التي تستخدم في عملية تجهيز الميت ودفنه، إلى جانب تلك المستخدمة أثناء تأدية طقوس الدفن الشبحي أو دفن راس الميت الذي توفي بعيداً عن اسرته وعشيرته، إلى جانب المشروبات الكحولية Kwete والأطعمة الشعبية التي يتم تقديمها خلال فترة المأتم.
نلاحظ أيضاً ان فيكتور كيري إهتم بذكر الأسماء الشعبية لأسماء الأماكن والأشخاص والممارسات التي يقوم بها المادي مثله مثل أيّ دارس للفولكلور، حيث يقدم مختصرا للكلمات والعبارات المرتبطة بالموت عند مجموعة المادي مع شرحها وتفسيرها باللغة الإنجليزية، لكنه لم يكتفي بذلك المختصر، وإنّما كان حريصاً على وضع العبارات التي تستخدمها المجموعة في لغتها الأصلية كما هي أثناء سرده لتلك الممارسات والطقوس، وتجده يضع الاسم الشعبي للعادة مع العنوان الجانبي باللغة الإنجليزية في كثير من المواضع ومن أمثلة ذلك (درزني.. حمل أو تحويل راس الميت) و(درغي المادي)،(أغنيات درا)، كما نجده يقوم بإيراد نصوص الأغاني والأهازيج كتابة في لغة المادي في البداية ومن ثم ترجمتها للإنجليزية في ذات الوقت.
نخلص في هذه الدراسة إلى أنّ فيكتور كيري واني، إستطاع في دراسته عن الحكاية الشعبية والطقوس والممارسات المرتبطة بالموت عند مجموعة المادي في جنوب السودان، أن يجمع ويوثق العديد من الأجناس الفولكلورية، وقد حاولنا تسليط الضوء على تجربته التي توضح بجلآء إسهاماته كفلكلوري رآئد من جنوب السودان، إستطاع أن يوظف خبرته المعرفية ودرايته كواحد من ابنآء المجموعة للتعريف بتراثها الشفهي والمادي، ممهدا بذلك الطريق أمام المزيد من الدراسات الجديدة حول الأنماط والمعارف التقليدية الأخرى في ثقافة مجتمع المادي، ومقاربتها مع جماعاتها الأخرى الممتدة أو بقية مجتمعات جنوب السودان الأخرى، إذ تعتبر كتابات فيكتور كيري بمثابة اولى الجهود المبذولة في الجمع والتوثيق والنشر خلال الفترة التي أعقبت إستقلال جنوب السودان، حيث توقفت مساهمات الجيل الأول من الكتاب والباحثين الوطنيين عند فرانسيس مدينق دينق في أعماله عن الدينكا، جيمس ألالا دينق في جمع وتوثيق التراث الشعبي عند الشلك، وبعض الأعمال والنماذج المتفرقة لتوثيق الحكاية والأسطورة لدى مجموعة النوير، بالإضافة لإسهامات لويس اني في دراساته الأخيرة عن ديانات الدينكا التقليدية، وهي جميعها مساهمات على درجة كبيرة من الأهمّية لأنّها ترصد التغيرات التي تطرا على واقع وحياة المجتمعات من منظور الممارسات والعادات والطقوس المرتبطة بكافة جوانب الحياة، وتقف على كيفية إستمراريتها ودواعي الإندثار، وتوفر مادة مكتوبة تساهم في إثرآء بقية الحقول المعرفية الأخرى وتصلح في توظيفها واستخدامها في المناهج الدراسية في لغاتها الأصلية أو بالإنجليزية.
المراجع:
Wani, V. K. (2019). MAADI DEATH BURIAL AND FUNERAL RITES IN SOUTH SUDAN. JUBA: RAFIKI FOR PRINTING AND PUBLISHING.
Wani, V. K. (2020). MADI FOLKTALES FROM SOUTH SUDAN,Jomboloko the Torotoise and 50 other Titles English translated from madi language. juba: Rafiki for printing and publishing.
ابراهيم, ن. (د.ت). اشكال التعبير في الادبي الشعبي. القاهرة: دار النهضة للطباعة والنشر.
الجوهري, م. (1978). علم الفولكلور ،الجزء الاول. القاهرة: دار المعارف.
الجوهري, م. (1980). علم الفولكلور، دراسة في المعتقدات الشعبية ، الجزء الثاني. القاهرة: دار المعارف.
النور, م. م. (2004). الفولكلور في منطقة الحامداب. الخرطوم: وحدة تنفيذ السدود.
الياد, م. (1991). مظاهر الاسطورة. دار كنعان للدراسات و النشر.
بشرى, م. ا. (2004). الفولكلور السوداني ، مقالات ودراسات. الخرطوم: مكتبة الشريف الاكاديمية.
دينق, ف. (2001). الدينكا في السودان. القاهرة: مركز الدراسات السودانية.
اترك تعليقاً