بقايا منزل وذكريات

·

·

,

أقنعوا أمي

 أنه لم يتبقَ لنا هناك شيء يستحق العودة

فقط بقايا ذكريات تحمل أربعًا وعشرين سنة،

تلك الثلاجة التي كانت تعرفني فقط في منتصف الليل،

وسريري الدافئ الذي كان  شاهدًا على بكائي، حزني وفرحي

وقليل من الملابس التي ما زالت تحمل رائحة جدتي،

وفناجين القهوة التي كانت مرمية على زوايا المنزل،

أراهن أنها لم تكن جميلة..لكنها كانت وبطريقةٍ ما تجعل المذاق ألذ وكم أفتقد ذلك المذاق.

و الطابق العلوي

كان ملجئي حين يغزو الضيوف المكان

أهرب إليه بعيدًا عن ضجيجهم..مع ذلك  لدي الرغبه في مشاركتهم يومًا ما.

ذاك المطبخ الجديد.. كنت دائمًا أعلم أن أمي صاحبة ذوق رفيع

وتلك المرآة التي لطالما اعتقدت أنها سحرية

ومجموعة الحقائب الجميلة الخاصة بأختي…

أقسم أني سأحرقها يومًا ما.

أقنعوا أمي أنه لم يتبقَ شيء هناك…

سوى كوب شاي عند الفجر مع تذمرهم من استيقاظي المتأخر..

وغداء عند السادسة مساءً،

وإخباري أني لا أجيد إعداد خليط الفلفل الحار “الشطة”

وتذكيري بالكثيير من الاشياء التي لا أجيدها ختاماً بـ “ما بعرسوك”.

أقنعوا أمي انها مجرد ذكريات

ضحكات

بُكاء

فراق

حنين

حياة

لا شيء سوى تلك اللحظات التي لا تُعوَّض

لاشيء سوى المنزل الذي أصبح بعيدًا

لاشيء سوى..المنزل

بقايا منزل وذكريات

الكاتبة: وقار عادل (Wagaradil227@gmail.com)


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *