ليلُ العودة

·

·

,

للكاتبة: وقار عادل

نامتْ على كتفِ المنافي حيرتي

وتوسَّدتْ أعتابَ روحي غربتي

عدتُ.. وفي عينيّ ظلُّ حكايةٍ

نسجتْ من الأيّامِ صمتَ الكارثةْ

هذا المكانُ.. هنا انطفأتُ مرارَةً

وهنا احترقتُ بشعلةٍ متنافرةْ

وهنا على بابِ النوافذِ وقَّفتْ

أحلامُ طفلٍ، كان يركضُ سافِرَةْ

من ماتَ؟ من عاشَ احتضارَ مدينةٍ

جثمتْ على صدرِ المدى متكاسِلةْ؟

حَجَرٌ.. وما أدراهُ كم من دَمعةٍ

سالَتْ عليهِ، وكم جدارٍ ذاكرةْ!

في النومِ.. لا نومٌ.. يمرُّ كأنّهُ

وجهٌ تراءى ثمَّ ضاعَ مخاطَرَةْ

عدتُ.. وفي عينيّ ألفُ مناحةٍ

والرُّوحُ بينَ خرائبٍ تتمزّقُ

هذا الطريقُ.. هنا أضعتُ طفولتي

وهنا على جدرانِهِ أتعلّقُ

مرّتْ على وجهي المدينةُ مثلما

يمرُّ طيفٌ في المنامِ ويُزهقُ

ما زالَ في الأبوابِ ظلٌّ مُتعبٌ

ما زالَ في الشُرفاتِ صوتٌ يختنقُ

سالتْ على الطرقاتِ أحلامي التي

كانتْ تُضيءُ.. ولم تزلْ تتفرّقُ

يا دارُ.. هل ما زلتِ تعرفني؟ أنا

من كانَ يجري فيكِ طفلاً يعشقُ

الآنَ جئتُكِ مثقلاً بغيابِهِ

والنومُ عن عينَي كظلٍّ يُفْرَقُ


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *