إضاءات حول: هجرة الأقار وإستقرارهم النهائي في رومبيك.
للكاتب: القاضي، جون وول ماكيج
تعريب وتحرير: سايمون أتر
يُعَدّ شعب الأقار أحد الفروع الـ 27 الرئيسية لمجموعة الدينكا (Jiɛ̈ɛ̈ŋ)، وهم يقطنون حاليًا أراضي رومبيك، وهي بقعة منبسطة ذات تربة رملية في شرق بحر الغزال، وغرب نهر النيل الأبيض، بين خطي العرض 5° 50′ و 6° 45′ شمالًا، وخطي الطول 7° 12′ و 7° 50′ غربًا.
انفصل الأقار مبكرًا عن المجموعة الأصلية للدينكا في الوقت الذي كانت فيه جميع القبائل النيلية لا تزال تعيش في أراضي شمال السودان. وكغيرهم من المجموعات النيلية واللوا او اللوو، (بالإنجليزية:Luo)، بدأوا هجرة تدريجية نحو الجنوب عندما أصبحت الظروف المناخية قاسية للغاية، مما أدى إلى تدهور الرعي والزراعة.

بالإضافة إلى الظروف المناخية غير المواتية، بدأت تظهر تدريجيًا قبائل عدوانية جدًا من الشمال والشرق. استقر الأقار في منطقة “كاموك”، التي تُعرف اليوم باسم “كُرمك” في جنوب النيل الأزرق، وبقوا هناك لسنوات عديدة. كانت أرض “كاموك” تلبي أهداف هجرتهم نظرًا لخصوبتها العالية ووجود مراعي غنية وفيرة. إلا أن استمرار سوء الأحوال الجوية أجبرهم على مغادرة هذه المنطقة أيضا، حيث انطلقوا في هجرة أخرى نحو الجنوب.
بعد مغادرتهم “كاموك”، كان استقرارهم التالي في أراضي “نوير قاوار” Gawaar الحالية، جنوب شرق مدينة ملكال. ولكن هذه المنطقة لم تكن لتكون موطنهم النهائي، فبعد سنوات، عبروا مع شعب “شيش” نهر النيل الأبيض بالقرب من ميناء “شامبي” إلى الغرب، واستقروا في منطقة “كارير” karëër.
لكن أرض “كارير” / (karëër) كانت مستنقعية ومليئة بالبعوض، مما جعلها غير صالحة للاستقرار الدائم أو الزراعة. لذلك، اضطروا إلى مغادرتها بسبب ظروفها غير المواتية. عند هذه النقطة، اتخذ شعبا “شيش” و”الأقار” مسارين مختلفين؛ حيث تحرك الأقار جنوبًا واستقروا في منطقة مناسبة نسبيًا على الضفة الغربية للنيل الأبيض.
وهناك استقروا في مكان يُدعى “فثيانغ” داخل أراضي “ألياب” الحالية. خلال هذه الفترة، كان الأقار تحت قيادة زعمائهم التقليديين patriarchal و الزعماء الروحانيين Banybiith، الذين ينحدرون من “مايوال”، مؤسس النظام الديني لعشيرة “رور-ديور”. ويُعتقد أنه عندما غادروا لاحقًا منطقة “فثيانغ”، بقي بعض نسل “شيكوم”، ابن “مايوال”، هناك، وأصبحوا جزءًا من شعب “ألياب”.
بعد مغادرتهم “فثيانغ”، انضم الأقار إلى شعب “شيش” في منطقة “أجاك”، وعبر بعضهم النيل الأبيض إلى الشرق ليستقروا في المنطقة المعروفة حاليًا باسم “مدينق بور”. وحتى اليوم، لا يزال هناك أشخاص في منطقتي “بور” و”ألياب” يُرجعون أصولهم إلى “شيكوم”، ابن “مايوال”.
اترك تعليقاً