500 Days Of Summer – لماذا لا نفهم الحُب.؟

·

·

, ,
الحياةُ ليست حصادَ قلوبٍ.. فلا تَجعَلْ من الهوى مَقامَكَ الأوحد
* ملاحظة : تبدأ مقدمة الفيلم بإهداء ل -جيني بيكمان Jenny Beckman – عاهرة.!
الإهداء بواسطة : Scott Neustadter.

بين برودةِ نظراتها الزجاجيةِ وجمالها الذي يشوبه شيءٌ من الشراسة، تُطلُّ “زوي ديتشينيل” كشخصية “سَمَر” في هذه الكوميديا الرومانسية المُرّة. رغم لمساتِ الكاتب “نيك هورنبي” الحزينة، يغرقُ الفيلمُ في فخاخِ كليشيهاتِ المسلسلاتِ الكوميدية، مُتجاهلًا استكشافَ أعماقِ بطلةٍ تظلُّ لغزًا حتى بعد نهاية الفيلم، وقرارها العجيب.

الحُب من أول نظرة.!

“جوزيف غوردون ليفيت” يجسّدُ “توم”، طالبَ الهندسةِ الفاشلَ الذي يكتفي بوظيفةٍ باهتةٍ في كتابةِ رسائلَ عاطفيةٍ لبطاقاتِ المعايدة. يومَ تقعُ عيناهُ على “سَمَر”، المساعدةُ الجديدةُ لمديرهِ، يبدأُ رحلتهُ في عوالمِ الحبِ الذي يشبهُ حلمًا سينمائيًا مكسورَ الإطار.


تُبنى علاقتُهما على نكاتٍ مُتبادَلة، وإعجابٍ مشتركٍ بفرقِ الروك البريطانية/ موسيقى زا سميث، وضحكاتٍ تُخفي شعورًا بالتفوقِ على عالمٍ يبدو لهما زائفًا. لكنّ هذه الرومانسيةَ التي استمرتْ 500 يومٍ تُساقُ إلى الفشلِ المُحتَم، عبر مشاهدَ مُتقطّعةٍ بلا ترتيبٍ زمني، كشظايا ذاكرةٍ مؤلمة.

أنت لطيفٌ لكنك لستَ جذابًا.!

السؤالُ الجوهري: هل انتهتِ القصةُ لأنّها لا تؤمنُ بالحب، أم لأنها ببساطةٍ لا تؤمنُ بوجودِه معه؟ حين تُنهي “سَمَر” العلاقةَ ببرودٍ وتطلبُ أن يظلا “أصدقاء”، تُذكرنا بالضربةِ القاضيةِ التي تتلقاها الأنا الرومانسيةُ الذكورية، كتلك التي عانى منها “وودي آلن” في فيلم Play It Again, Sam حين قيل له: “أنت لطيفٌ لكنك لستَ جذابًا…”.

الواقع و ما هو متخيل

يبرزُ مشهدٌ استثنائي تُعرضُ فيه لحظةُ لقاءٍ عابرٍ بينهما بعد انفصالٍ طويل، يتخلّلهُ حضورُ “توم” لحفلٍ تُقيمه “سَمَر”، فيتقاسمُ الشاشةَ صورتان: “التوقعات” و”الواقع”، تتباعدانِ تدريجيًا كجرحٍ ينزفُ أملًا. هذا المشهدُ المؤلمُ هو ذروةُ صدقِ الفيلم، لكنّ ما يحيطُ به من شخصياتٍ كاريكاتيريةٍ (صديقانِ هزليان، وأختٌ صغيرةٌ تبدو حكيمةً بشكلٍ مُفتعل) يُعيدُنا إلى عالمِ الكوميديا السطحية.

“سَمَر”: جمالٌ بلا ملامحَ، وغموضٌ بلا أعماقَ


“ديتشينيل” تُقدّمُ شخصيةً أنثويةً غامضةً بلا قصد. جمالُها باردٌ كزجاج، تتحركُ كدميةٍ متحركةٍ بثوبٍ أزرقَ شفافٍ يُخفي تفاصيلَ لا نعرفها. حتى ابتسامتُها الواسعةُ التي تملأُ وجنتيها تتركُ العينينِ ثابتتينِ كبحرٍ مُتجمد. هل هي تعاني من تأثيرِ أدويةٍ ما؟ أم أن العدساتِ اللاصقةَ تُزعجُها؟ شاردة بلا عُمق.

تتركُنا “سَمَر” أو (الصيف) كمرادف لإسمها أمامَ أسئلةٍ معلّقة: لماذا تزوجتْ فجأةً؟ لماذا اختارتْ الهروبَ من “توم”؟ الفيلمُ يُلمّحُ إلى تناقضاتها، لكنّه يرفضُ فكَّ شفرتها، كأنها لوحةٌ فنيةٌ ناقصةُ الألوان.

خلاصةٌ تليقُ بعلاقةٍ فاشلةٍ


“ليس أنت، بل أنا…”
تكمن جرأةِ الفيلم في كشفِ الجانبِ الكابوسي للحب، ربما لأنّ “سَمَر” نفسَها لم تكنْ سوى ظلٍّ لجمالٍ بلا روح، تمامًا كحبٍّ يلهثُ وراءَ أوهامٍ لا تُشبعُ الجوعَ الحقيقي.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *