للكاتب: أيمن هاشم سيدأحمد
أكلت اليوم حبيبتي، إستمِع لي جيداً، لعلك تظنني أكذب بخصوص الأمر، فقبل ساعات من لقائي بها، أحسستُ بجوع رهيب في بطني، قرقرة عالية، وصرت أبلع لعابي.
بدأت بإعداد الغداء، إلتهمت الصحن الأول من البيض بالطماطم، ثم أحضرت رغيفتين، ثم فتحت جردل الطحنية و إنتهيت منه، أعقبته بما بقي من رغيف، ثم الطبيخ في البوتوجاز، أفرغت ما في الثلاجة، حاولت سحب نفسي من المطبخ، فبدأت بأكل الأوعية الخزفية، إزدرتها جميعها وإنتابني خوف من والدتي في البدء، وخوف من أنني سأستمر في بلع الأواني، علق بين ضروسي البلاستيك ولكنني أخرجته، صرت أفتح فمي أكبر ف أكبر، أكل كل شيء أمامي.
إبتلعت بيتنا ثم مضيت أمضغُ شارعاً، شارعين، الطريق السريع، و باعة السيجائر، جمعيهم جربتهم، وفي الطريق يا حبيبي، أكلتُ شجراً، وأولاداً يلعبون الكره، مضغت كل ماكنتِ تقولينه، لحست الهواء، إبتلعت الأشياء التي تخيلناها سويةً، إبتلعت عربة العرس، المقاعد الأمامية، الفستان من البوتيك، وفي مروري هذا أكلت بائعة القهوة، والبنانبر، و عندما فرغت من الشارع، وضعت يدي في فمي فأكلتها، خلعت قميصي ومضغته، ثم محفظتي، علبة سيجائري، ثم أدخلت يدي الأخرى وقدمي، و إلتهمتني، أنا حبيبي.
اترك تعليقاً