مِن حيثُ لا أنتظِر

·

·

للكاتبة: ريتا صابر

الآن، وجحيم الظهيرة السائل من العنق للظهر، جفافُ الجو، الأفرشة والقلب، تناسل الوساوس والشعور التعيس، الوقت، كَومة القُبلات المُتَكدسة في الشات، التفكير بكفاءة منقوصة،
تَوسُعُ النوايا حول أصدقاءِ الأمس، إستيطال لحظة الpause)) المُهيمنة علي كل شيء.
الآن، و تَتبُع خيط ماء بارد، يعبر الحلق ويستقر في الجوف، تَتبُع النقاط الشاذة في منحنى المزاج، تَتبُع المرات العديدة التي إلتقط فيها العندليب قلبي :
* القلب الأخضراني يا بوي،
دِبلِتْ فيه الأغاني يا عين، *
ونبضة راشِقةٌ في كُل النواحي خِلال ثانية واحدة، تَتبُع إنفعالاتاك وصولاً لقتلك لي بأوكسجين منقوص، تَتبُع تَتبُع ،، وإنقطاعك في عمقي يُدمي…

المُهم،
الآن، وطنينٌ مُنبعث عن مُسجلات صوت مُتوَهَمة، تصوّر لمطرٍ يتساقط في الخارج،
تقافُز لأرواح إمرأتين يقاسمنني الزاوية، وتحديق غير مُتمرِس لمروحة السقف “راقصة الباليه المعلقة، وزهجت من اللف والدوران” …
حالياً، وتفكيري في الشئ الذي يؤرقني،
إستحضاره على الطاولة أمامي: وقَص جناحيه،
قَصّ كُم قميصي الذي تحبه جداً،
قَصّ توقيعك من جميع رسائلك ال لم تبعثها لي بعد،
قَصّ وجه أخي من الصورة العائلية المفضلة لديّ،
وقَصّ كل المسافة بيننا يا حبيبي دون مِقَص.
الآن، وبرودةُ مسامي الناضحة، كاللحظة الراعشة التي تسبق “أحبك” ، تنميل ساقيّ حيال مشاويرك المرجأة، ظهري المتكئ علي بطنك ، تداخُلك المُجفِف للنزق، أهوالك الصابغة لخلاياي، وتمريرك -عبر التنهيدة- لآخر رغبة لنا في صفع العالم،
الآن، وتخيُلي لنموَك،
للرجفة ، التحيّن،
وبؤس الموقف،
تخيُلي لخيالك ،
اللص غير المحترف،
خيالك الحلّو، ال لم يُنصفني مرّة،
ولن تُبهجه لقطة أو يُروِضه إحتضِان، نعم، خيالُك الحزين في كل ما يخصني،
تَخيُلي للحظة التردد ، لإصبعك على شفتي الجافلة : هشششش
ونُسقِط العالم في آهه واحدة،
حسناً، ما وددت قوله عن الآن ، أنني، ومِن حيثُ لا أنتظِر، وكشعور يشبه أني تناولت طبق من الثوم النقي، لم تفلح نواعم الإنزيمات في إتمام هضمه : أُُصِبت بكآبة .!


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *