أسطورة الثعلب والطائر الليلي
في عالم الميثولوجيا النويرية، يتجلى الثعلب، المعروف بـ “Waan” أو “Reel Geng”، كذكاء ومكر لا يضاهيه إلا قلة من حيوانات الأرض. وفي هذا السياق، يتميز الطائر الليلي، الذي يُسمى “Nang Lew” أو “Nyang Lew” من فصيلة الضواع (Caprimulgidae)، بقدرات خارقة تتناسب مع ذكاء الثعلب.
تروي النوير قصصًا تربط بين العالم البشري والحيواني بطريقة ميثولوجية، حيث يُعتقد أن بعض البشر يولدون مع حيوانات كتوائم، مما ينشأ عنه مفهوم الطوطم الذي يكون رمزًا لبعض الأسر، سواء كان طوطم الأسد أو التمساح أو أي طائر.
في هذا السياق، تظهر قصة “Waan”، الثعلب الذكي، وابن خالته “Nang Lew”، الطائر الليلي، كرمز للصلات الميثولوجية بين الحيوانات والطيور. حيث يُقال إن “Nang Lew”، رغم صغر حجمه، يمتلك قدرات تتناسب مع المكر والذكاء الذي يتميز به الثعلب.
وبهذا، تصبح قصة الثعلب وابن خالته الطائر الليلي مثالًا على كيفية تشابك العالمين في الميثولوجيا النويرية، حيث تُظهر أن الحيوانات ليست فقط مخلوقات عادية، بل هي جزء من نسيج الحياة البشرية.
قصص سنوات الجوع
في أساطير النوير، يتجلى الجوع كمحاكاة للصبر والإبداع. فالنويريون، أبناء القبيلة الشجعان، يتميزون بتحملهم للجوع، وقد تراكمت في تراثهم قصص متعددة حول هذا الموضوع، حتى أنهم أطلقوا على بعض السنين الأكثر جفافًا أسماء تعكس شدة المعاناة من الجوع.
من بين تلك السنوات، نجد عام “رون نياكوجوك” بارزًا، حيث أُجبِر الناس فيه على أكل أوراق النباتات والأشجار للبقاء على قيد الحياة. بالإضافة إلى ذلك، استعانوا بالصمغ، المعروف باسم “لواج”، كمصدر غذائي إضافي.
لكن أبرز هذه القصص هي تلك التي تروي عن عام “رون” الذي عُرف بجلب الكلب “جوك” النار “ماج”. تحدثت هذه القصة عن العام الذي تعرض فيه النويريون لأشد أنواع الجوع، حتى لم يستطع أحد منهم البحث عن النار، التي كانت في تلك الأيام تحتفظ بها الأسر إما بالإبقاء على نار مشتعلة أو بالبحث عنها في الفرقان أو القرى المجاورة. وفي ذلك العام، لم يكن بإمكانهم تحمل السير لبحث عن النار بسبب نقص القوة من شدة الجوع.
هنا بدأت الملحمة الخارقة للكلب جوك، فقد ذهب إلى الغابة وجد نارًا مستعرة، وليحملها إلى قبيلته، دفن ذيله في النار، وعندما اشتعل، عاد يجري بسرعة نحو أهله، حتى وصل إليهم قبل أن ينطفي ذيله اللهب.
وبهذه الطريقة، استطاع النويريون استعادة الحياة من خلال إشعال النار لطهي طعامهم، مما يجعل هذه القصة رمزًا للإصرار والتضحية من أجل البقاء والتجاوز.
أسطورة مياه المطر
في الميثولجيا لقبيلة النوير عند نزول المطر لا يُسمح للقطرات بالسقوط على فم الصغير الذي لم يتعلم الكلام بعد حتى لا يتلعثم أو يتأتأة و يضطرب في الكلام – يعتقد النوير أن التمتمة تسببها قطرات المطر التي تسقط على شفاه الاطفال ..
اترك تعليقاً