فصلٌ عن الملل

·

·

,

كنتُ أزرقاََ كامل الخروج، تحملني موجات الملل ومضيت هكذا بينما توقفت قدماي، ويا للحسرة رأيت بيتهم بفم سحابة، رأيتُّ الطرقات بأُم تُرابي الذي ستأكله العيون، طارت حينها أسراب البيوت محلقة بعيداً من الحمام، كانوا يلحسون الطريق، مسحت عن العربات لعابها، منزوياً في الجلوس، دخنّا البرنجي من تحت غيوم السيدات القادمات، يالإشتعال الحُفر، يا لعمّاءِ الدُّخان يا لحظ الهشاب، تشجعتُ بينما مرت الفساتين، مرت كاشفةً يداها للعناق.

خِفتُ كثيراً، ونما شجر الرغبة، نما وإستطال وغنى، نام وإستطال وجنّ، لقد حلمنا فيما مضى بالبيانو وضغطنا الأنين في الصدر، ضغطنا مايلي من وقوف في فخذ و بميكانيكية التلامس فار الحليب، فار حتى لم يبقى مواء نغليه به، لم يبقى غطاء لم نشتهيه به، نبشتُ دولابها السري ومن ملابسها كل جسد، نبشت البراجل وعدة الرسم، وكُراسة المنحنيات، والزوايا التي في خصر. مزقّنا اللعب في وسائد، وإحتفلنا بالملايا، بملاحف النينجا، وبسريرةٍ طيِّعة قامت عليَّ النوايا وأقامت يدي في الخُصل، أقامت ما يلي في هدوء :

– تارةً تُرِكت في رقبة العصير، في شجرالبرتقال، ثم فتكت بالكتف وما تعلق به ولم تدري أيُّ عطشٍ بالصدر ينتظرها، أيُّ صحراء في حلق صعلوك، لم تعرِف سوى تأبط الشر بالشر، ثم عرِف كلُُ ما يليه، عرِف كيف ينطق الإرتطام، وعرِف الطريق التُرام، كان الشجر ينمو خِلقةً، ينمو في أصص لحمية، وكانت الأرض ضيقة، لم يبقى باب لم نطرُّقه، ف علت الأرض السماء والسماء الأرض، وتضرع كل من فيها للسُّقيا، وفتحت كل الأزرار ما حجبها، وطار كل ما خفيٌ عن موضعه، تنفسنا سحابة تلو سحاب، قطفت زيتوناً من تلالها وصرخت يا صلاح الدين، يا سلاح الدين.

كُنا نمتطي الخيول ليلاَ في حقول الحناء، وقفز الصرير على السرير، قفز وتركنا نهتز في المراعي، نشذب مشهد الليل، نُبلل الوردة بالندى، نطلي المبيت بزُرقةٍ حساسة، نقاوم التداخل في الحُلم وأن لا نرمي النرد ونبيت في حظِِ أخر، أن نكون أبديين كأسنان التسنين، كأسنان التنين.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *