الحمدُ للّٰه خفيُّ اللُطفِ، مُثبِت القُلوب بعد خوفٍ، مُشبِع النُفوس طمأنينةً بعد شوْف، وخلقَ لهم من أنفسهم أنفساً ليسكنو إليها، لولا لُطفِه لجعلّ المُحبين بُيوتاً، جُوعهم في الجَوفِ، إذ يقولُ المُحب: كُلني، أي إفعل ما فعلتُه البئِر بيوسُف، إِفعل الزُليخة.
أتلفتَّ كبّدي، أتلفتَ اللفتّةَ تِلو اللفتة. أفلتَّ يدي وترَكتنِي مُكِباً على وجهي، ترَكتني في وهلة، ترَكتِني على مهَلة، وكانت يدُكِ هُنا/ مِغرَفةُ الحنان في جوفي؛ تأخُذ مِني ما أردَت، تركتِني في السهلَة، ضللتني:
هذه اللوعة ماءُ جوفِك، هذا السّراب- خوفِك.
قلتِ : إن شجرة ما كانت قلبك ؟
قلتُ : عباد الشمس!
قلتِ :”قبلَك وحّدَك”.
أتلفتّ لُغتِي، صِرتُ أُناديِك بضميرِ المُتكلِم.
خُذي يدي/ خذِ الوريد، هاكِّ خُيولي وهاكّ سيف الوليد.
لكِنك نصَبْتِ لي حِبال الأمانِي، نصَبْتَ لي حبل المشفَقة، أتيتُكَ كي تعتِقنّي، أتيتُكَ برقبَتِي والحفلُ في عينيك.
وإني بِكّ تكلمتُ، حدَثتُ العامة، وكنتُ قبلِك في ذهول الشُهود، كُنت منسياً يا سهو السُجود.
وإني بِكّ نطقتُ، وكنتُ قبلِك في سُكون الصمت، كنتُ فيك، فمي في فيك، وكانت أصابعي في طرَفِ البُلوزة، يدي حواليك، مرةً قتلتي عُيونُك، وددَتُّ لو أخونِك، أمنَح صدرِك القُبلة، ألمح وجهك في غير قِبلة، أسجد وأقترب. مرةً قتلتِ خوفي، وددتُّ و في عينيكِ شفائِي، وددت لو في شفتيك شِفاهي، أسرحُ وأغترب.
اترك تعليقاً