الكاتب: أنس مصطفى
عَشِيَّاتٌ تتهجَّىْ نُوركْ
سَألتُ القِطَاراتِ تَمضِيْ إلى مَحطَّاتِهَا غَرْبَ النَّهرْ، سَألتُ جُنُودَاً يتقفُّونَ أثركِْ، يُسيِّجونَ طُيُوفَكِ بالحَاميَاتْ، سَألتُ شَجَراً يُظِِلُّكِ في المشَاوِيرْ، سَألتُ صبَاحَاً يطلعُ مِنْ زُرقَةِ حُلْمِكْ، يَغْمُرُ مُدُناً وضَوَاحِيْ.
سَألتُ تَآوِيلَ تَتَهجَّىْ مَعنَاكْ.
سألتُ نُحَاةً يُعرِبُونَ غِيَابكْ،
سألتُ عنادِلَةً ورُعَاةْ.
سَألتُ الطَّريقَ تَأخذينهُ إلىْ البيتْ، سَأَلْتُ بَقَايَا المطَرِ على رصيفِكْ، سَألتُ الحِنَّاءَ والتمرَهِندِيْ.
سَألتُ حَفِيفَ البَرَازِيليَا في نَسَمَاتِ أَغُسْطُسْ، سألتُ الجَهَنَّميَّاتِ سَالَتْ على الجُدُرْ، سَألتُ المزيَراتِ في الأسْكِلَةْ، سَألتُ الفَوَانيسَ في حَوَانيتِ الهَدَندَوَة وعشيَّاتُهُمْ تتهجَّىْ نُورَكْ، سألتُ زُرقةَ صَمْتِهِمْ وَتَرَانِيمَ أَسَاهُمْ.
سألتُ رَوَاكيبَهمْ النَّاسِكَةْ،
سَألتُ وَحشَةَ الزَّنجبيلِ تشهقُ في بَيَاضِ الفَنَاجينْ، سألتُ ثُلُمَاتِهَا ونُجُومُهَا تبزُغُ في يُتمِ الظَّهيراتْ.
سَألتُ طُيُورَاً حطَّتْ على عَتَبَاتِكْ، سَألتُ السِّمبِرَ والقَمَارِيْ، سألتُ حَمَامَ ضَريحكِ في الفَجرْ،
سَألتُ المَزَاريبَ مُبَلَّلَةً بالمَطَرْ.
سَألتُ الممرَّاتِ تَعبُرينَ مِنْهَا مُخَلِّفةً أرَجَاً أَبَدِيّ.
سَألتُ الصَّبِيَّاتِ يَنْشُرنَ القِمصَانَ في حِيشَانِ أَرُومَا ويَقطِفْنَ الوَلَعْ، سَألتُ الهَبَبَايَ تَحِنُّ إلى دُرُوبِهنّْ وتَهْجَعْ.
سَألتُ الثَّمَالَةَ في أقداحِ الأَمَلْ، سَألتُ القَسَاوةَ تغسِلينَهَا بِصبَاحِ الخَيرْ، سَألتُ تُرُوسَ الحَيَاةِ وعُمَّالهَا يُصْلِحُونَ الأمَلْ.
سَألتُ الشَّجوَ وكُلَّ نُورٍ جَريحْ،
سَألتُ سُهُوباً تتعشَّقُ خَطْوَكْ، سَألتُ أدِلَّاءً يتفقَّدونَ نُجومَكْ.
سَألتُ الخُفَرَاءَ يَحرُسُونَ بَسَاتِينَكِ بالذِّكرياتْ،
سَألتُ قَهوَةَ فَجْرِكْ..
سَألتُ طُُيوفَكِ تتأبَّدُ في القَلبْ،
سَألتُ النَّومَ الَّذِي أرِقَ بِصَمتِكْ.
سألتُ طُيُوبَكِ فيْ الفَسَاتينْ،
سَألتُ الارتِبَاكَ والذََّرَائِعْ،
سَألتُ المآتِمَ كُلَّهنْ.
سَألتُ النَّهلَةَ واليَنَابِيعْ،
سَألتُ جنَّةَ الأمَّهاتْ،
سَألتُ أَوَيتِلا،
وتُوتِيلْ،
ومُكرامْ.
سَألتُ النُّصوصَ في القِفَارْ، سَألتُ الهَدِيلَ في المسَاكِنْ، سَألتُ السَّفوحَ والأقَاصِيْ،
سَألتُ الَمرَاثي في السَّنَوَاتْ، سَألتُ الأهَازيجَ في القَلبْ.
سَألتُ مِقعَدكِ الخَالِيْ، سَألتُ حقيبتَكِ المُلوَّنَةْ، سَألتُ التِّلالَ في الخَيَارِيْ والوِهَادَ في القِرْبَةْ، سَألتُ وُصُولكِ يَشْدوْ في البيجو الزَّرْقَاءْ.
سَألتُ الحَاكَةَ فِي الأعيَادِ يَسْهَرُونَ على مَقَاييسِكْ،
سَألتُ المكمَّدَاتِ ثَمِلَتْ بِجَبِينِكْ،
سَألتُ صَيادِلَةَ الأريَافِ يبيعونَ طُيُوبَكِ للرِّيحْ،
سَألتُ الأقلامَ والدَّفاتِرْ،
سَألتُ العَنَابِرَ في القَلبْ،
سَألتُ الْفَوَانيسَ في العَشِيَّاتْ،
سَألتُ النَّدَمَ عليكِ.
ا
ل
نَّ
دَ
مَ
وئِيدَاً.
اترك تعليقاً