عن الحُب وشياطين أخرى

·

·

,
للكاتب: د.محمد قرشي عباس
مقدمة 

في واقع الأمر لازلنا لا نعرف بشكل قاطع إصول الحب الرومانسي، لكني أميل للنظرة التي تراه إمتدادا تطوريا للحب الأمومي أو رباط الأم بأبنائها، يدعم هذا بعض دراسات التصوير الوظيفي للدماغ، التي وجدت تطابقا للعديد من المناطق المسئولة عن الإثنين معا !

خصوصا المناطق التي تتعطل أو يقل نشاطها في فورتي الحب هاتين، ألا و هي المناطق المسئولة عن السالب من المشاعر و تلك المتعلقة بالتقييم الإجتماعي للآخر و فهم دوافعه و تنميطه.

وفق هذه النظرة يبدو أن نفس المسارات العصبية التي تطورت لتخلق الإرتباط العاطفي للأم بأطفالها قد تم إستغلالها لاحقا لصياغة الحب الرومانسي، هذا قد يفسر بعض الظواهر المشتركة بينهما مثل الهوس بالآخر Obsessive Compulsive Disorder و قلق الانفصالseparation anxiety   والرغبة في القرب و التلامس بل حتى التقبيل kissing الذي تعود إصوله في الغالب لطريقة لتغذية الطفل في الثقافات البشرية القديمة عبر لوك الطعام و تمريره له بالفم كما الطيور !

في هذه النظرة يغدو الحب الرومانسي ظاهرة متولدة جزئيا عن أهم ما يميز البشر، و هو العالم الثقافي/الإجتماعي الخاص بهم الذي يستبدل ضرورات البقاء بالطبيعة بضرورات مختلفة تحكم النجاح التكاثري مثل النجاح الإجتماعي في التراتبية الثقافية و المهارات المكتسبة بالتعلم و غيرها مما يحتاج لرعاية مستقرة ومتطاولة تقوم بها الأسرة التي يحفظ لحمتها مشاعر الحب القوية، لذا يغدو الحب الرومانسي هنا كنجاح تطوري شجعه الإنتخاب الطبيعي.

لكن حتى و إن إستطعنا فهم الإصول البيولوجية للحب بشكل أقل تخمينا من هذه النظرة فإن هذا لن يمنحنا الكثير من الفهم بالمقابل عن واقعها النفسي عند الفرد و صيرورتها التي تتم بلا شك عبر مستوى مختلف تماما من التفسير و عبر آليات مختلفة تماما.

فلنحاول إذن تفكيك هذا المفهوم الذي قال عنه ألدوس هكسلي بحق أنه مضلل لأقصى حد، و حقا فما الذي يجمع “حب الوطن” مع “حب الشوكولاته” مع “حب المعشوق” ؟ ما الذي يبرر تكرار نفس المقطع الصوتي البسيط لوصف مشاعر جد متباينة عن بعضها البعض !

هذا الغموض يجعلنا في حيرة دوما أمام هذه الظاهرة حين نحاول تفسير لم نحب إنسانا بعينه أو حتى لنجيب السؤال الأصعب : كيف نحب إنسانا بعينه ! فالمعرفة آخر المطاف تمر بأقصى إختباراتها في الوضوح حين نطالبها بالتحول لتقانه قابلة للتحكم و هيهات !

الألوان الأساسية للحب

لفهم ظاهرة نفسية بالأساس علينا العوده عميقا لجذور تشكل الإستعدادات الخاصة بها، لذا سينتهي بنا المطاف لأول تعلق نختبره عبر علاقتنا بوالدينا أو راعينا، حيث تختلط في وعينا الطفولي حينها ثلاثة معاني متداخلة للـ “حب” :

فهناك “حبنا” للطعام و الشراب اللذان يشبعان حوجات الجوع و العطش مما يؤسس لفكرة المتعة التي تنتج من إطفاء شهوة فسيولجية الأساس

و هناك “حبنا” للرفقة و اللعب الذي يطفيء قلق الوحدة عبر الحضور والإنتباه المؤسس للبعد الإجتماعي الأصيل بنا

و هناك أخيرا “حبنا” لإحساس الأمان و الفهم الذي نجده عبر الإستجابة السليمة لمطالبنا الغامضة التي لا نحسن التعبير عنها بعد.

بالترافق مع هذه النكهات الأساسية يمكن أن نضيف “حبا” من نوع خاص نمر به في مرحلة عمرية أكبر قليلا و هو حب التماهي مع قدوة أو ممثل سلطة أو بطل إسطوري أو حتى الأقران، هذا الحب يمنحنا معيار Role model نقايس به ذواتنا و يشكل الأساس المستقبلي لحب الذات و الإستقلال.

الشرارة

كثيرا ما يتم الخلط بين الإفتتان الجنسي و بين الحب الرومانسي خصوصا حين يكون المحفز ذا جاذبية كبيرة، لكن في الحقيقة فإن عنصر الشهوة الذي تحكمه خيالاتنا الجنسية المصاغة عبر تاريخنا يلعب دورا أساسيا من وجه و فرعيا من أغلب الأوجه

فدوره الأساس هو أنه مدخل فعال لأهم مرحلة في الحب ، مرحلة “الإنتباه” .. لكنه بالطبع ليس المدخل الوحيد لها ، كما أن تأثيره على المراحل اللاحقة محايد كثيرا، لذا قد ينفع لقدح الشرارة لكنه قطعا لن يحولها لنار كاسحة.

لكن لنتجاوز بقية القوادح و لننظر عن كثب لأولى المراحل ..

الحلقات الوسيطة

ما سلف يؤسس لعلاقة صداقة في الحقيقه لكنها تزيد عليها ببعد عاطفي يسمى “الإفتقاد”، هذه المرحلة تشابه فترة قلق الإنفصال separation anxiety التي تحدث للطفل ما بين عمر 6 شهور إلى سنة و نصف، حيث يكون حساسا فيها لغياب أي من والديه لدرجة أن يعجز عن إعادة الإرتباط به إن إنقطع عنه خلالها لفترة طفيفه. هنا تفشل العلاقات للغياب و للتسرع في إعتبارها حبا مكتمل الأركان يمكن التصريح به بينما هي كما قلنا أولا مرحلة صداقة تنضج ببطء على نار التعود الغير منقطع.

ديدن المرحلة هو الإرتياح للحضور الفعال و سهولة إنسياب التواصل مع تقدم عملية التعرف على الآخر المختلف.

مئالات المرحلة تظهر حين يتشكل الإعجاب المتبادل بين الطرفين، إعجاب يشبه مرحلة حب التماهي مع القدوات بطفولتنا، حيث يجذبنا ما يوافق خيالاتنا و مقدراتنا و أحلامنا سواء أكانت الصورة الباطنة لأب محبوب أو الرقه المحببه لصفات محبوب غابر أو الإمتياز في مجال يلهب خيالنا أو ما شابه ذلك من محفزات الإعجاب التي تتباين بطيف واسع بين فرد و آخر.

الأمر الهام هنا هو أن الإعجاب لا يؤسس بشكل أساسي على التشابه سواء أكان في إهتمام أو طبع، فأقوى ما يكون الإعجاب هو حين يمتاز الآخر بما هو مشتهى وضعيف عندنا، كأن ينجذب الإنطوائي لمهارة إجتماعية عاليه يفتقدها لقلة مرانه في عالمها أو أن يفتتن العملي بعمق إبداعي سارح عند فنان لا يأبه بالنجاح، و هلم جرا.

قد يفسر هذا الإنجذاب بين النقائض كطرفي المغناطيس بحقيقة أننا أقرب لرؤية عيوب ما نتقنه وأقل إنبهارا بما نمارسه بسهوله و أقرب للغيرة من الإعجاب حين يفوقنا أحدهم في مهاراتنا، اللهم إلا إذا توافر شرط تمايز كبير من عمر أو خبرة يحول دون مقارنة أنفسنا بمن يتجاوزنا في لعبتنا.

هناك علاقة جدلية رهيفة بين ما يجب أن نتشابه فيه بما يكفي لإثارة الإنتباه و إستدامة التواصل و بين ما يفضل أن نختلف فيه لإثارة الإعجاب و تجدد الإنبهار، وحين تختل هذه الجدلية فقد تنحو العلاقة للإستقرار في خانة الصداقة إذا طغى التشابه على الإختلاف، أو تراوح مكانها إذا طغى الإختلاف على التشابه أو تنحل عراها إذا كان الإختلاف غير باعث على الإعجاب و التشابه ليس قويا بما يكفي للبقاء فيها

أما حين تفتقد الجدلية التوازن بحيث يكون أحد الفرقاء مختلفا عن الآخر بما يجعله مادة إنجذاب قوي مع خلو رفيقه الآخر عن ما يميزه بدوره ليتأهل لإثارة الإهتمام، فالأقرب حدوثا هو أن تصنع مأساة الحب من طرف واحد في مثل هذه الحالة و ما أكثرها.

لحظة الحقيقة

بعد ترسخ الإعجاب و الحضور بحيث لا تعود ثمة حوجة للإنتباه و التواصل الدائمين تبتديء في الحقيقة أولى مراحل الحب الرومانسي و هي الشعور بالمودة الغالبه infatuation

هنا ندلف على عتبة الباب و لما نصل بعد ، فلا تزال أصعب مراحل الحب بعيدة المنال بعد، لكننا نميل عادة لإعتبار وقوفنا على الأعتاب وصولا للنهايات، فينبني الزواج على غير ما نضوج ليفشل بسهولة لاحقا.

للوقوع في الحب هناك جسر لابد من عبوره أولا، هذا المعبر الواصل بين العالمين مادته هي ” الحوجه” ، يمكن تصورها كـ عتبة threshold معينة إن لم تتجاوزها حالتنا النفسية فلن نقوم بالعبور للحب باطنا.

تتحكم بالحوجه عوامل مختلفة منها ما هو خاص بتاريخنا الشخصي مثل مدى إشباع علاقاتنا القديمة بوالدينا و أقراننا و مئالات تجاربنا التي خلت في الحب و تفكيرنا فيه، و منا ماهو خاص بتركيبتنا الخاصة من قوة إنفعالنا الخاصة المحددة جينيا و مدى إنبهارنا و مشاعرنا تجاه الآخر و طاقتنا الجنسية وثقتنا بأنفسنا ، كما أنها تتعلق أيضا بما هو خارج عنا مثل موقعنا في الحياة و ما حققناه من إنجاز و قدرة على تحمل المسئولية باطنا بالقوة النفسية و خارجا بالثروة المادية.

فإذا ما تضافرت العوامل بإيجابية و كنا أصحاء الشعور أقوياء العاطفه ذوي إستعداد سليم أو مرضي للتعلق بالآخر مع توافر الثقة بالنفس و الإستناد لوضع عملي مريح، فإن الإنزلاق للوقوع في الحب يصبح أقرب هونا في لحظة يصعب الإمساك بها و لربما إعتمدت تماما على المفاجأة بقول : أنا أحبك !

الإختبار

لكل منا ما يسميه يونغ بالقناع Persona، و هو جماع ما نعكسه للآخرين، عبر تفاعلنا الإجتماعي معهم، تتعدد الأقنعه بتعدد التفاعلات، فصورة المعلم أمام تلاميذه، تختلف عن صورته مع أصدقاء طفولته، وتختلف عنها في بيته أمام أطفاله، وهلم جرا.

عبر مراحل التواصل حتى هذه النقطة، نتعرف على قناع واحد محبب حتمته طبيعة العلاقة المدعمه بالإنتباه و الحضور و الإعجاب، لكن بعد تراكم الخبرات عن الآخر تبدأ الأقنعه الأخرى بالظهور تدريجيا، فنكتشف مثلا أنه عنصري أو أناني أو بخيل، و قد نكتشف مثلا أنه في حالة الضيق يغدو ميالا للوحدة و الإكتئاب، أو أنه حين يغضب يلبس قناع اللؤم الشديد، أو أنه حين الخوف الشديد يلبس قناع المداهنة و الجبن.

كما يمكن أيضا أن نلتقي بمفاجئات سارة، كأن يكون الهاديء حين الشدة قويا سريع التصرف، أو يكون الصموت حين الخطابة مفوها، أو يكون العملي السطحي ظاهريا صاحب عمق فني آسر إلخ.

الأساس النفسي لهذه الأقنعه المختلفة، هو الخلطة الفريدة التي تصاغ لكل منا، عبر تشكله بالموروث من المزاج النفسي / الذكاء الفطري ومكتسبات التربية و الخبرات الأولى و البيئة الثقافية المحيطة و الأفكار المؤثرة و القرارات المصيرية و الصدمات النفسية و غيرها، مما يغوص عميقا في لاوعينا الشخصي personal unconscious، ليشكل الأساس الباطني لشخصياتنا الظاهرة، ذلك الجزء من جبلنا الجليدي الغارق في عتمة محيطنا، و المتحكم فينا من حيث لا نملك حيله.

فقد نتفاجأ مثلا بعنف مكبوت يطفو للسطح عند شخصية كان هدوئها هو مصدر إعجابنا بها، دون أن نعرف قبلا أن هذا الهدوء كان جزءا من آلية دفاعية لاواعية، تشكلت كإستجابه لتربية صارمة غير حكيمة، تلاقت مع طبع مزاج جبان غير متمرد يميل للتماهي مع السلطة conformity، فأنتج هذا قشرة خارجية من الهدوء، لا تشبه ما يميل له حقا من عنف يظهر عند الوصول لعتبه معينة من الإستفزاز، مرتبطة بنوع الإحباط الذي تعرضت له ذاته في ماضيه البعيد.

في هذه المرحلة التي أسميها بالحاضنة، تظهر أهمية النضج النفسي للفرد، و مدى إدراكه لأقنعته المتعددة، و مدى وعيه بالأغوار العميقة لعاداته الإنفعاليه وسلوكياته الغريبة، ثم لابد أن يترافق هذا مع إنفتاح قنوات التواصل و الحكي، بحيث يستطيع الطرفان التعامل مع عيوب كل منهما، التي لا تظهر عادة إلا متأخرا في العلاقة بعد فورة الحب الأولى، و أحيانا يتأجل الإنفجار لسنوات طوال، حين يتمكن الطرفان أخيرا من عيش حياة مشتركة يومية، بها تنوع كاف من المواقف و الخبرات التي تسبر غور كل منهما بفعالية شديدة، و هذا للأسف لا يتحقق بمجتمعاتنا إلا بعد الزواج عادة، مما يشكل ضغطا نفسيا أكبر، ينضاف لضغوطات الحياةالزوجية نفسها فيزيد من صعوبة التكيف بينهما.

الكثير من قصص الحب بل الزواج تنتهي حين تفزعنا أشباح ماضينا اللاوعية، فنهرب من إكمال مشوارنا مع من أحببنا، فقد يرتبط تصرف عرضي صغير قام به شريكنا، بحالة مماثلة في تاريخنا آلمتنا كثيرا دون حتى أن ندركها بوعينا الظاهر، كأن يكون وصفه لك بالغباء مازحا أو بشكل عرضي باعثا على إسترجاع شعور المهانة المؤلم لما ظللنا نتعرض له و نحن بإحساس غض بطفولتنا من تقريع جارح، من طرف معلم لئيم أو والد متحجر الإحساس، فنقوم بعملية إسقاط نفسي Projection لعذابات السنين الخوالي الثقيلة على كاهل التصرف العرضي الصغير للشريك، فَيَنْشَدِهُ بدوره من ردة فعلنا العنيفة تجاهه، دون فهم أغوارها البعيدة، فيحبط و يظن أننا لم نعد نحبه كما كنا سابقا أو أننا نتصيد له الأخطاء و نضخمها، فتنفصل التوقعات و تبدأدائرة جهنمية Vicious circle من الفشل الذي يغذي بعضه البعض كنبؤه ذاتية التحقق self fulfilling prophecy.

و يزداد الأمر سوءا، حين تنضاف للصراعات غير الواعية، تلك التضاربات الحتمية في المصالح، كتقسيم العمل و الأدوار الإجتماعية المتوقعة، وطريقة تنظيم اليوم، وحتى ميعاد و ساعات النوم، و تقلبات المزاج الخاصة بكل منا و تعارضاتها.

كل منا جزيرة معزولة بنظامها البيئي المعقد و توازنها القديم ذو الإكتفاء الذاتي، ثم نكون مطالبين على كبر أن نقوم بالإندماج مع جزيرة أخرى، بكل حيواناتها ذات الثغاء المغاير لخوارنا، و نظامها البيئي المختلف عن معهودنا !!

المجاهدة

هنا يمر الحب بفتنته القصوى فيختبر لينماز الزبد مما ينفع الناس، فمرحلة الحضانة و الإندماج الطويلة هذه تعتمد كليا كما أسلفنا على النضج الإنفعالي للشريكين و سلامة تواصلهما، لكن يمر الحب عبرها بلا شك بحالات من الكمون بله الإنطفاء أحيانا ثم يعود فيشتعل من جديد فيخبو و يتوهج في تناغم مع تموجات الحياة اليومية ذات الأفراح و الحزان المتجدده أبدا

هنا يصنع الحب من جديد بالصبر و الإنتباه للتفاصيل و بالسؤال المستمر و حسن الإستماع ، هنا يمنحنا الآخر المحب فرصة أن ننظف بيتنا الداخلي بالوعي الأمثل به عبر النقاش و الإكتشاف حين نعرف جذور عقدنا الخاصة و أسباب تصرفاتنا غير المتوقعة، هنا تمنحنا طاقة الحب قدرة أن نتغير لأرض وسطى بيننا فيتعلم من لم يشارك يوما بأعمال المنزل أن يصبر على تعبها ليريح شريكه و يتعلم الآخر أن يمنحه مساحة تخصه دون أن يصحبها إحساس بأنها خصم على قربه منه بسبب حرمان قديم من الرفقه أو تجارب هزت ثقته.

هذا أو يجرف الطوفان ما تبقى من إعجاب و حب قديمين عجزنا عن إروائهما يوميا بالعرق و الدموع ، فينفصل الطرفان إما نفسيا بحيث يصبح البيت خاوي الروح بوهم الأطفال و المظهر الإجتماعي أو عمليا بالطلاق الذي لم يكن محتما منذ البدء مع أن بعضه لا مناص منه مهما أخلصت النوايا و الجهود فليست كل عناصر الكيمياء بقابلة للتفاعل و الإشتعال مع بعضها البعض.

الرضى

فإذا مرت مرحلة الإختبار بسلام لنهاياتها دون أن تعلق في الإنفصال، فستعقبها مرحلة الرضى، مرحلة لا تحمل توتر المراحل الأولى ذات العشق المتوهج، ولكنها أيضا لا تحمل عناء المراحل الأخرى و عذاباتها الصعبة

مرحلة تجعل الحب قابلا للتجدد حتى لو مر بمرحلة خيانة أو إنقطاع طويل ! نعم لأنها مرحلة تحمل نوعا خاصا من الثقة تجعلها حينها شديدة الشبه بثقة الطفل بأن أمه ستكون دوما لجانبه رغم كل ما يصنع و تشبه إحساس الأم بالإرتباط بطفلها حتى و لو أستغرقته مشاغل الدنيا من الزيارة و الود.

في هذه المرحلة فقط يمكننا القول بأننا نجحنا في هذا العذاب الحلو المسمى بالحب This thing called LOVE ، جعلنا الله و إياكم من الراضين المرضيين في الدنيا و الآخرة.

 * تجميع لسلسلة مقالات عن الحب وشياطين أخرى : نُشرت عبر صفحة الكاتب على فيسبوك : Facebook

اللوحة للفنان : Guy Denning : Facebook


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *