الكاتب: إسراء الريس
عبد الرزاق قرنح، الروائي التنزاني الحائز على جائزة نوبل في الأدب لعام 2021، هو أحد أبرز الأصوات الأدبيّة التي تناولت قضايا الهجرة، والهوية، والاقتلاع الثقافي. ولد قرنح في زنجبار عام 1948، وهي جزيرة تتّسم بتاريخها المعقّد وثقافتها المتعدّدة. هذا التعدّد الثقافي، إلى جانب تجربته الشخصيّة كلاجئ في بريطانيا منذ ستينيّات القرن الماضي، شكّل جوهر أعماله الأدبيّة.
في روايات مثل “الفردوس” و”الهجر”. يسبر قرنح أعماق النفس البشريّة، مستعرضًا صراعات المهاجرين مع الانتماء، الغربة، والبحث عن معنى جديد للحياة بعيدًا عن الجذور. بفضل أسلوبه السلس والعميق، ينجح قرنح في تحويل التجربة الفرديّة إلى سرد عالميّ يلامس قلوب القرّاء من مختلف الثقافات.
تميّز قرنح بقدرته على تناول القضايا السياسيّة والاجتماعيّة دون أن يفقد روح الإنسانيّة التي تتغلغل في شخصيّاته، وهو يذكّرنا من خلال أدبه بأنّ الهجرة ليست مجرّد حركة ماديّة، بل رحلة معقّدة نحو اكتشاف الذات. فاز قرنح بجائزة نوبل ليس فقط لإنجازاته الأدبيّة، بل لأنه قدّم صوتًا لأولئك الذين يعيشون على الحدود بين عوالم مختلفة، محتفظًا بإنسانيّتهم في وجه التحديّات.
عبد الرزاق قرنح اليوم رمزٌ للأدب الذي يعبّر عن تجربة الشتات، ويمثّل دعوة للتأمّل في قضايا الهويّة والهجرة بمنظور يتجاوز الحدود الجغرافيّة والثقافيّة.
في زيارته الأخيرة للشارقة تحدث عن كتابته باللغة الإنجليزيّة التي وجد فيها القدرة على التعبير عن نفسه مؤكّدا على أنّ لغة الكتابة هي شأن يخصّ الكاتب وحده. كما تحدّث عن تأثير الأدب في المجتمعات والشعوب. رؤية قرنح تصبّ في أنّنا كشعوب إفريقيّة يجب أن نتعلّم القراءة لأجل المتعة فقط، وليس كفعل أكاديميّ لأنّنا تعلّمناه في المدرسة وعندها سيحقّق الأدب غايته.

الصورة ملتقطة في الشارقة – عن الكتابة في أفريقيا
اترك تعليقاً