الصورة ملتقطة بواسطة الفنان عباس حبيب الله (1950)، وبدأ مسيرته في سن الخامسة عشرة متدربًا بقسم التصوير بوزارة الثقافة في الخرطوم. وثق الحياة اليومية والمناسبات الرسمية، محيطه، وجيرانه، بأسلوب تلقائي وحس فني متنوع. تأثره بالجمال الأنثوي انعكس في صوره، التي التقطها أحيانًا ليلية باستخدام الفلاش. يُظهر اهتمامًا بكواليس التصوير الجماعي، كاشفًا عن دوره كمصور هامشي يراقب مجتمعه من مسافة. عمل مصورًا رسميًا لولاية كردفان، ووثق زيارات المسؤولين. في إحدى الجلسات، أدى لقاء عابر إلى زواجه بأحد أبناء المنطقة، في زفاف تم خلال أسبوع. عباس يصور أسرته ومحيطه القريب بدافع الحب، كاشفًا عن الحياة اليومية البسيطة بتلقائية وصدق، بعيدًا عن التصنع أو المثالية، كأنه شاهد يسجل تفاصيل الزمن بدقة حميمية.
عن طقوس الزواج:
تشمل التحضيرات حفلة الحناء التي تُقام قبل يوم الزفاف، حيث تتزين العروس برسومات الحناء وتؤدي رقصات تقليدية. من الطقوس الشهيرة أيضاً “الجرتق”، حيث ترتدي العروس قميصاً أحمر اللون ويقطع العريس حبلاً من الحلوى مربوطاً حول وسطها، ثم تُنثر الحلوى على الحضور. كما يُقام طقس “بخ الحليب” لجلب البركة للعروسين.
تتسم حفلات الزفاف السودانية بكثرة الضيوف والأجواء الاحتفالية، وتستمر الفعاليات بالغناء والرقص وتقديم الأطعمة التقليدية. وفي اليوم التالي، تحضر عائلة العروس وجبة فطور إلى منزل الزوجين في تقليد اجتماعي مميز.
اترك تعليقاً