هاشم صالح
ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻟﻮﺣﺸﺔ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻋﺎﻳﺸﻬﺎ..ﻛﻤﺎ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺗﻤﺎﻣﺎً ،ﻛﻤﺎ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﺘﻠﻊ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺗﻬﺘﻢ ﻷﻣﺮﻫﻢ، ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﺃﺷﺒﺎﺣﺎً ﻭﻃﺎﻋﻮﻧﺎً ،ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺗﺠﺘﺎﺡ ﺍﻟﺴﺮﺩ ..ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻛﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﻬﻤﺎ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﻣﺨﻴﻠﺔ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ .
- ﺍﻟﺨﻴﻂ ﺍﻻﻭﻝ :
ﺳﺄﺭﻳﺖ ..
ﻳﺎﻓﻌﺔ ﺃﺩﺭﻛﺖْ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻣﺮﻫﻮﻧﺔ ﺑﺎﻟﻨﺒﺾ ﻭﺍﻟﺤﺐ ،
ﻧﺎﺿﺠﺔ ﺗﺼﻔﻌﻬﺎ ﺃﻧﻤﺎﻁ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،
ﺟﺴﺪ ﻭﻋﻤﺮ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻣﺤﺴﻮﺏ ﺑﺴﻨﻴﻦ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ،
ﻭﻛﻢ ﺗﺮﺩﺩﺕ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﻴﻞ :ﺑﻼﻳﻲ ﻟﻮﻱ *ﻟﻮﻟﺖ ﻋﺒﻴﺖ *
•ﺧﻴﻮﻁ ﻣﺘﺸﺎﺑﻜﺔ
ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺗﺤﺘﻮﻳﻬﺎ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ , ﺗﺠﻠﺲ ﺍﻷﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﻞ ، ﺟﻞ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﺭﺗﻖ ﺷﻜﻞ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺴﻜﺴﻚ ﻭﺣﺒﺎﺕ ﺍﻟﻮﺩﻉ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﻤﺎﺵ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻱ , ﻭﻛﻤﺎ ﺟﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻗﺪﻣﺖ ﻧﺴﻮﺓ ﺍﻟﺤﻲ ﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺗﻬﺎ , ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ , ﻳﺤﻤﻠﻦ ﺍﻟﺒﻦ ﻭﺍﻟﺴﻜﺮ ﻭﺍﻟﻨﻤﻨﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ , ﻳﺠﻠﺴﻦ ﺑﻘﺮﺑﻬﺎ ‘ ﻛﺤﺎﻟﺔ ﺍﺳﺘﻨﻔﺎﺭ , ﻭﻳﻔﺮﺩﻥ ﻭﺟﻮﻫﻬﻦ , ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻳﺘﻮﺳﻄﻬﻦ ﺍﻟﺒﺮﺵ , ﺛﻢ ﻳﺒﺪﺃﻥ ﻓﻮﺭﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻭﻭﺿﻊ ﺁﺧﺮﺍﻟﻠﻤﺴﺎﺕ ﻋﻠﻴﻪ …
ﻗﺎﻟﺖ ﺃﻛﺒﺮﻫﻦ :
– ﺿﻌﻮﺍ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺮﺑﻌﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺟﻨﺎﺏ , ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﺍﻟﺤﺮﺙ .. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺜﻠﺚ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﺰﺧﺮﻑ ﺑﺎﻟﺴﻜﺴﻚ ﻭﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﻓﻀﻌﻮﻩ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ , ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ( ﺗﻜﻮﺑﺖ ) .. ﺿﻌﻮﺍ ﺣﺒﺎﺕ ﺍﻟﻮﺩﻉ ﺍﻟﻤﻜﺘﻈﺔ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺩﺍﺋﺮﺓ، ﻭﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺭﺻّﻮﺍ ﺍﻟﺨﺮﺯ ﺍﻷﺳﻮﺩ , ﻛﺰﺭﻳﺒﺔ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ( ﻛﻠﻴﺐ ) .. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻓﺄﺑﻌﺪﻭﻫﺎ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ , ﺇﻧﻬﺎ ( ﻋﻴﻼ ) ﺍﻟﺒﺌﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺗﻤﺴﻚ ﺇﺣﺪﺍﻫﻦ ﺍﻹﺑﺮﺓ ﻭﺍﻟﺨﻴﻂ ﻭﺍﺿﻌﺔ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮﺵ ﺍﻟﻤﻐﻠﻒ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ , ﻭﺍﻟﻤﺰﻳﻨﺔ ﺃﻃﺮﺍﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﺪﺭﺟﺎﺕ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺟﺒل(ﺩﺑﺮ ) , ﺗﻐﺮﺱ ﺍﻹﺑﺮﺓ ﺑﺤﺮﺹ ﺷﺪﻳﺪ ﻣﺜﺒﺘﺔ ﺍلأﻳﻘﻮﻧﺎﺕ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﻣﺘﺪﺍﺧﻠﺔ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ , ﻣﺘﺘﺒﻌﺔ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ …
ﺍﻟﻐﻨﺎﺀ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ , ﺇﻧﻪ ﻳﻮﻡ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺩﻳﻜﻮﺭ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ( ﻏﻠﻮﺓ ) ﻭﻣﺸﺎﻃﻬا( ﻗﺪﻟﻮﺕ ) , ﺷﺎﺣﺒﺔ ﺗﺠﻠﺲ ﺳﺄﺭﻳﺖ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺛﺮﺛﺮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ .. ﺃﻣﺎﻡ ﻟﻬﺐ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺃﺩﺧﻨﺔ ﺍﻟﺠﺒﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﺼﺎﻋﺪﺓ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ , ﺭﻭﺣﻬﺎ ﻷﺳﻨﺎﻱ , ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻣﻌﻠﻖ ﻋﻨﺪ ﻧﺎﺻﻴﺔ ﺑﻠﺪﺗﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﺰﻟﻮﻫﺎ , ﻭﺗﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺗﺬﻛﺮ ﺃﻳﺎﻣﻬﺎ ﺧﻮﺍﻟﻲ , ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ , ﺧﻠّﻒ ﻟﻬﻢ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﻮﺷﺤﺔ ﺑﺎﻟﺒﺆﺱ ,ﻭﺃﻥ ﺃﺑوها ﺣﻴﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺧﺎﻃﺐ ﺃﺻﺪﻗﺎءه ﻗﺎﺋﻼً : ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺗﻬﺠﺮ ﻋﻤﺪﺁ , ﻓﺘﺒﺪﻭ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺍﻟﻄﺮﻕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻮﺣﺸﺔ، ﻟﺬﺍ ﻋﻠﻲّ ﺃﻥ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ . ﻓﺎﻟﻌﻤﺮ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﻜﻔﻲ .. ﺇﻧﻜﻢ ﻟﻢ ﺗﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ
ﻳُﻔﻘﺪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻤﺮﺽ ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ , ﺇﻧﻜﻢ ﻟﻢ ﺗﻌﻴﺸﻮﺍ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﻘﻦ ﻣﺮﻳﺾ ﺃﻭ ﺇﺳﻌﺎﻓﻪ , ﺃﻧﺎ ﺳﺄﺑﺤﺚ ﻟﻲ ﻋﻦ ﻣﻮﻃﻦ ﺁﺧﺮ ﺃﻋﻴﺶ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻲ ﻟﻲ ﺑﺄﻣﺎﻥ , ﻓﻼ ﺷﻲﺀ ﻫﻨﺎ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻠﺼﺒﺮ , ﻭﻻ ﻳﺤﺪﻭﻧﺎ ﻟﻐﺪ ﺗﺸﺮﻕ ﻓﻴﻪ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ , ﺗﺘﺰﻳﻦ ﺑﻪ ﺑﺎﻟﺒﺤﺮ , ﺑﺼﺨﺐ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺭ ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﺓ ﺍﻵﺗﻴﻴﻦ ﻟﻠﺘﻮ ﻣﻦ ﺭﺣﻼﺗﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ,ﺑﺎﻟﻤﺮﻛﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﺎﺑﺮﻳﻦ … ﺳﻨﻴﻦ ﻋﺠﺎﻑ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﻋﺸﻨﺎﻫﺎ كالليالي ﺍﻟﻤﺨﻴﻔﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺘﻘﺮﺏ ﻭﺍﻟﺤﻈﺮ ,ﺑﺎﻟﻌﺰﻟﺔ ﻭﺍلمنفى، ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻭﺍﻷﻟﻢ ﻳﻌﺘﺼﺮﺍﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ , ﺗﺠﺘﺮ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻭﺩﺍﻋﻬﻢ ﺍﻷﺧﻴﺮ ,ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻷﻡ ﺑﻐﺼﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺮﺟﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ( ﻋﺪﻧﺎ ﻭﺍﺭﺩﻧﺎ , ﻛﻔﻮ ﻛﻔﻮ ﻧﺤﺪﻗﻮ ) , ﻟﻜﻦ ﺍﻷﺏ ﻭﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ , ﺳﺤﺐ ﺍﻷﺷياء ﺑﻌﻨﻒ ﻭﻗﺎﻝ : انها الحرب لابد من النزوح , ﻫﻜﺬﺍ ﺑﺪﺃ ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﺳﺘﻤﺮ , ﻭﻣﻨﺬ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﺩﺭﻛﺖْ ﺳﺄﺭﻳﺖ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻟﻬﺎ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﻓﻘﺪ “ﺃﺳﻨﺎﻱ” ﺍﻟﺸﺎﺏ , ﻭﻓﺮﺍﻗﻬﻢ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﺔ ﻋلى ﺍﻟﺒﺤﺮ , ﺍﻟﻤﻄﻮﻗﺔ ﺑﺎﻟﺠﺒﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺍﻟﺮﻣﻞ ﺍﻷﺑﻴﺾ, ﺑﺎﻷﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻔﺎﻑ , ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻛﻠﻤﺎ ﺃﺳﺮﻉ “ﺍﻟﻠﻮﺭﻱ” ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻀﻲ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻛﻠﻤﺎ ﺿﺎﻗﺖ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ . ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻤﺸﺘﻌﻠﺔ ﻻ ﺗﻔﺎﺭﻗﻬﺎ , ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻳﻤﻸ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ , ﻭﻛﻠﻤﺎ ابتعدوا ﺛﺎﺭﺕ ﻗﺮﻳﺤﺘﻬﺎ ﻭﺍﻧﺘﺤﺒﺖ .. ﺭﻓﻴﻘﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻮﺣﺎﺕ ﻳﺘﻀﺎءﻞ ﺣﺠﻤﻬﻦ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﺍﻟﺰﺍﺣﻔﺔ , ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ ﺗﻨﻔﺮ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﻔﻌﻞ ﺃﺯﻳﺰ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ , ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﻣﻼﺣﻘﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻟﻴﻈﻔﺮﻭﺍ
ﺑﺼﺎﻓﺮﺓ ﻭﺩﺍﻉ , ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺭﻧﻴﻨﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻀﻐﻂ ﻋﻠﻴﻪ ..
ﻧﺎﺣﺖ “ﺳﺄﺭﻳﺖ” ﺣتى ﺍﺭﺗﻤﺖ ﻓﻲ ﺣﺠﺮ أمها ﻟﺘﺸﺎﺭﻛﻬﺎ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ , ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻡ ﺗﺤﺮﺿﻬﺎ ﻋلى ﺍﻟﺸﻬﻴﻖ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ ,ﺣتى ﺃﺷﺎﺡ ﺍﻷﺏ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻨﻬﻢ,ﻣﺤﻜﻤﺎً ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ ﺳﺎﺗﺮﺍ ﻣﻼﻣﺤﻪ , ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺪﺱ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ .. ﺑﻜﺖ ﻭﺃﻣﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻃﻮﻳﻼً , ﻭﻫﻤﺎ ﺗﻘﻄﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺕ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻌﻴﺪﺍﻥ ﺍﻟﻬﺸﺔ , ﺍﻟﻤﺴﻮﺭﺓ ﺑﺎﻟﺨﻴﺶ ﻭﺑﻌﺾ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻘﻤﺎﺵ ﺍﻟﻤﺮﻗﻊ , ﻭﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺮﻯ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﺨﺸﺐ ﺍﻟﻤﺘﺴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺑﻰ ﺃﻥ تتآكل ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻠﺢ , ﺍﻟﺒﻴﻮت ﺍﻟﺘﻲ ارتبط ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺑﻘﺎﻳﺎ ألغام ﻭﺃﺳﻠﺤﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻧﻔﺠﺎﺭ , ﻣﺎ أسوأ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻣﺖ ﺑﺸﺮﺭﻫﺎ ﻭﺟﻌﻠﺘﻬﻢ ﻳﻘﻀﻮﻥ ﺃﻳﺎﻣﻬﻢ ﺍﻷﻭلى ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺣﺰﻧﺎً ﻋلى ﺍﻟﺮﻓﻘﺔ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻭﺍﻟﺠﺬﻭﺭ , ﻋلى ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﻤﺒﺘﻮﺭ ﻭﺳﻨﻴﻦ ﺍﻟﻌﺸﻢ ﺍﻟﻀﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﻳﻦ .. ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﺘﺎﻫﺎ”اسناى” ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ ، ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﻤﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ، ﺧﺮﺝ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻭﺩﻋﻬﺎ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﻌﺪ ، ﺧﺮﺝ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺮﻋﻰ ﻭﺍﻟﻜﻸ ،( ﺳﺒﻜﺄ ) ﻣﻊ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ , ﺛﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﻠﻴﺎﻝٍ ﻓﻘﻂ ﺍﺷﺘﻌﻠﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ، ﻓﺰﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺩﻭﻱ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ، ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺭﻙ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﻌﺰﻝ.. ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺻﻮﺏ .
ﻣﻮﺟﻌﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﺍﻟﻐﺒﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻣﻤﺘﺪﺓ ، ﺷﻬﻘﺖ سأﺭﻳﺖ ﺑﺄﻧﻔﺎﺱ ﺳﺎﺧﻨﺔ ﻭﺻﻮﺭ ﻣﺘﺪﻓﻘﺔ ﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ أضحت ﻛﻤﺮﻛﺐ ﻣﻌﺘﻖ ﺑﻨﻘﻮﺵ ﻏﻨﻴﺔ , ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻟلإﺑﺤﺎﺭ ﻻن نصفه ﻣﻬﺸﻢ ,
ﻫﻜﺬﺍ ﻇﻠﺖ ﺗﺠﻠﺲ ﺑﻤﺨﻴﻠﺔ ﺍﻷﻣﺲ ( ﻟﻠﺤﺮﺏ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ) , ﺑﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺃﻡ ﻣﺤﺒﻮﺑﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﺘﻬﻤﻬﺎ ﺍﻟﺪﺭﻥ ﻭﺍﻟﻔﻘﺪ. ﻋﻦ ﺣﺒﺎﺕ ﺍﻟﻮﺩﻉ ﺍﻟﻤﺼﻘﻮﻝ على ﺍﻟﺰﻋﻒ (ﺷﻨﻜﻴﺒﺎﻱ ) , ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ , ﻭﻓﻨﺎﺟﻴﻦ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ. ﻋﻦ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﻭﻣﺮﺍﺭﺗﻪ ﻭﻋﻦ ﺍﻷﻣﻞ ﺍﻟﻤﺪﻏﺪﻍ ﻟﻠﺮﻭﺡ ﻟﻠﻢّ ﺍﻟﺸﻤﻞ , ﻣﻊ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺒﺸﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺃمل لها, ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮﻝ ﻭﺟﺴﺪﻫﺎ ﺗﺂﻛﻞ ﺑﺎﻟﺴﻞ حتى ﺻﺎﺭﺕ ﻣﺤﺪﺑﺔ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺸﻲ :
ﻟﻌﻠﻪ ﺁﺕ ، ﺭﺑﻤﺎ ﻳﺴﻤﻊ ﻧﺪﺍﺋﻲ ، ﺳﻴﺄﺗﻲ ﻛﻤﺎ ﺃﺗﻰ ﺣﻤﻠﻪ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍً “ﻭﻟﻲ ﺩﻓﻨﻨﻲ ﻭﻗﺒﺮﻧﻲ*
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﻔﻘﺔ على ﺃﻡ ﺍﺳﻨﺎﻱ ﻭﺣﺒﻬﺎ ﻟﻪ تتنصت على ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﻴﻦ ﻟﻠﺘﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ , ﺗﺴﺘﻔﺴﺮ ﺍﻟﺮﻋﺎﺓ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺘﻼﻝ , ﺛﻢ ﺣﻴﻦ ﻳﺨﻴﺐ ﺭﺟﺎﺅﻫﺎ , تعود ﻟﻤﺠﺎﻟﺴﺔ ﺍمه ﻭﺣﻜﺎﻭﻳﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻤﻞ , ﻃﻘﻮﺱ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻩ ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻮﻟﺪﻩ ﻫﻄﻠﺖ أمطار ﻏﺰﻳﺮﺓ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻴﻦ ﺟﻔﺎﻑ ﻭﺍﺧﻀﺮﺕ ﺍﻻﺭﺽ.. ﺯﻏﺮﺩﺕ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ سبع مرة ﻭﺷﺘﺘﻦ ﺍﻟﺒﻠﺢ ﻭﺭﺷﺸﻦ ﺍﻟﺴﻌﻒ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻠﺒﻦ , ﻭﺯﻋﻦ ﺍﻟﺬﺭﺓ ﻟﻜﻞ ﺍﻫﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ ﻭﻧﺤﺮ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺬﺑﺎﺋﺢ… ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺓ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺗﺮﺩﻑ :
ﻟﻴﺖ كان بامكاني وﻣﻦ خلال ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻴﻮﻁ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﻗﺼﺔ ﻭﻗﻄﻊ ﺍﻟﺨﺮﺯ ﺟﻤﻊ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﻷﺣﺪﺛﻪ ﺑﻤﺎ ﺟﺮى ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ، ﻟﻮ ﺃﺧﺒﺮﻩ أنني ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭﺓ أن ﺃﻋﻴﺶ, أضحيت ﻻ ﺃﺻﻠﺢ, ﺗﻤﺎﻣﺎ ًﻛﺮﻓﺎﺓ ﻣﻴﺖ , ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﺗﻘﺘﻠﻪ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻧﻬﺸﻪ ﺍﻟﺠﻮﻉ .
ﺃﺑﻮﻫﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ , ﻛﺎﻥ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ , ﻓﻠﻘﺪ أصبح ﺍﻟﺒﺆﺱ ﺳﻤﺔ ﻟﺴﺎﻛﻨﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﺎﺗﻮﺍ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻋلى ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻓﻞ ﺍﻭ ﻗﻄﻊ ﻣﺴﺎﻓﺎﺕ ﻟﺠﻠﺐ ﺍﻟﺬﺭﺓ ﻭﺍﻟﺒﻦ ﻭﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ … ﻓﻼ ﺃﺣﺪ ﺣﻠﻢ ﺑﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ،ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺳُﻠﺒﻮﺍ ﺍﻷﻣﻦ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ ﻭﺃﺿﺤﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺪﺟﺠﺔ ﺑﺎﻟﻌﺘﺎﺩ
ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ , ﻣﺤﺼﻮﺭﺓ ﺿﻤﻦ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﻘﻔﻮﻟﺔ , ﻣﻌﻘﻮﺩﺓ ﻛﺠﺰﺭ ﻳﺤﻔﻬﺎ ﻭﺣﻮﺵ ..
ﻧﺎﺩتها ﺃﻣﻬﺎ ﻓﺠﺄﺓ ﻓﻘﻄﻌﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺒﺎﻝ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ , ﺣﻴﺚ ﺭﻗﺼﺎﺕ “ﺍﻟﺴﻮﻣﻴﺎ” ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺆﺩﻳﻬﺎ ﻓﺎﺭﺳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻐﻮﺍﺭ , ﺑﻤﻼﻣﺤﻪ ﺍﻟﻐﺒﺮﺍﺀ , ﻭﺻﻼﺩﺗﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻜﺔ , ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺎﺗﻪ ﻭﺣﻴﺎؤه ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻒ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻓﻴﻨﺎﻭلها ﻭﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺣﺎﺟﺘﻬﻦ , ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺛﺎﻗﺒﺘﺎﻥ , ﺗﺨﺘﺮﻗﺎﻥ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﻫﻦ , ﺗﺘﺬﻛﺮ ﻛﻴﻒ ﺍﻧﻪ ﻣﻨﺤﻬﺎ بعضا ﻣﻦ أحجار ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺍﻟﺼﺪﻑ , ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻠﺒﻬﺎ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺭﺣﻼﺕ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﺍﻟﺼﻴﺪ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺠﺬﺭ , ﺗﺒﺘﺴﻢ ﻣﻨﺘﺸﻴﺔ ﻣﻊ ﺧﻴﺎﻟﻬﺎ, ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﺠﺒﻨﺔ ﻟﺘﻤﺮ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﺍﻟﻬﺎﻣﺴﺎﺕ :
ﻣﺮﻋﺎﺕ ﻗﺮﻡ حليب ستيي * عبارات الفال تلاحقها
ﻭﻳﺰﻏﺮﺩﻥ لها ، ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺠﺮﺩ ﻋﺸﻢ , ﺗﺼﺐ ﻓﻴﻪ ﻟﻸﻭﻟﻰ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ المعبأة ﺑﺎﻟﺰنجبيل ﺛﻢ ﺑﺎﻟﻔﻠﻔﻞ لأﺧﺮﻳﺎﺕ ﻭﺧﺎﻃﺮﻫﺎ ﻟﻢ ﻳﺼﻔﻮ .. ﻓﻬﻲ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻋﻜﺮﺓ , ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺗﺰﻭﻳﺠﻬﺎ ﻟﺮﺟﻞ ﻃﺎﻋﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ، ﻫﻲ ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ ﺭﺿﺎ , ﻳﺄﺗﻲ أبوها ﻟﻴﺘﺤﺮى ﺍﻟﺘﺤﻀﻴﺮﺍﺕ ﻭ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻘﺒﻮﺽ ﻋلى ﺍﺑﻨﺘﻪ , ﺗﺨﺮﺝ ﻟﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻓﻴﺪﻭﺭ ﺭﺣﺎ ﻫﻤﺲ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ, ﻭﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻟﻲ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻮﺟﻪ ﺣﺪﻳﺜﻪ لأﺑﻨﺘﻪ : ﻋﺠﻠﻮﺍ ﻭﺍﺷﺘﻐﻠﻦ ﺑﻬِﻤﺔ ﻟﻨﺤﺪﺩ ﻣﻮﻋﺪ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ !ﺗﺪﺍﺭﻱ ﺳﺄﺭﻳﺖ ﻋﺒﺮﺗﻬﺎ , ﺗﺤﺎﻭﻝ إقناع ﺫﺍﺗﻬﺎ أن ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻫﺬﻩ ﻟﻢ ﺗﺨﺮﺝ ﺳﻮﻯ ﻣﻦ ﺧﻮﻓﻪ , ﺗﻀﻊ ﻟﻪ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭﺍﺕ , ﺇﻧﻪ ﻳﺤﺒﻬﺎ ﻭﻳﺪﻟﻠﻬﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﺏ،
ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻓﺮﺣﺎﺕ ﻭﻗﺪ ﻓﺮﻏﻦ ﻣﻦ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﺍﻟﺪﻳﻜﻮﺭ ﻳﺄﺗﻴﻦ ﻓﻴﺴﺤﺒﻨﻬﺎ ﻟﻼﻏﺘﺴﺎﻝ، ﺛﻢ ﻳﺄﻣﺮﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺠﻠﺲ ﻓﻮﻕ ﻣﻘﻌﺪ ﺧﺸﺒﻲ .. ﻳﻤﺸﻄﻦ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺑﺨُﻼﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﻳﻀﻔﺮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺟﺪﺍﺋﻞ ﻳُﺪﻫِﻨّﻪ ﺑﺰﻳﺖ ﺑﻠﺪﻱ ﺻﻨﻊ ﺧﺼﻴﺼﺎً، ﻟﻠﻌﺮﻭﺱ ( ﺣﺴﺎﺕ ) أتت ﺑﻪ ﺭﻓﻴﻘﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﻴﺪ ، ﻳﺠﺘﻤﻌﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻳﺘﺒﺨﺘﺮﻥ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻭﻳﺰﻏﺮﺩﻥ, ﻳﺤﻤﻠﻦ ﺍﻟﻄﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪﻟﻮﻛﺔ ﻭﻳﻐﻨﻴﻦ ﻛﻄﻘﺲ ﻻﻭﻝ ﻣﺸﺎﻁ ( ﻗﺪﻟﻮﺕ _ ﻭﺳﻠﻮﻳﺖ), ﻭﻳﺘﺪﺍﻓﻌﻦ ﻟﻠﺮﻗﺺ ﻭﻓﺮﺩ ﺟﺪﺍﺋﻠﻬﻦ ( ﺳﺴﻌﻴﺖ ) ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﺣﻠﻘﺔ ﻣﺴﺘﺪﻳﺮﺓ ﻣﻊ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺀ , ﻳﺘﺒﺎﺩﻟﻦ ﺍﻟﺮﻗﺺ، ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ ﻳﺘﻤﺎﻳﻠﻦ ﺑﺸﻌﺮﻫﻦ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ﺑﺎﻟﻌﻄﺮ ﻭﺍﻟﺬﻫﺐ ﻳﻤﻨﻴﺎ ﻭﺷﻤﺎﻻ , ﻳﺪﺧﻠﻦ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﻲ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﻳﺼﻔﻘﻦ ﻟﺒﻌﻀﻬﻦ ﺍﻟﺒﻌض ﻭﻳﺮﺩﺩﻥ
ﻛﺎﺭﻳﻮ ﻣﻨﻜﻰ … ﻛﺎﺭﻳﻮ ﻣﻨﻜﻰ*
ﺍﻱ ﺩﻋﻴﻪ ﻳﻠﻌﺐ ﻳﻤﻴﻨﺎ ﻭﺷﻤﺎﻻ..
ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﻃﻮﻝ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻙ،
ﻭﻻ أجمل ﻣﻨﻚ
ﺃﺭﻗﺼﻲ ﺃﺭﻗﺼﻲ
ﺛﻢ ﻳﺠﻠﺴﻦ ﺍﻟﻘﺮﻓﺼﺎﺀ , ﻳﻌﺎﻧﻘﻦ ﺑﻌﻀﻬﻦ ﺑﻨﺸﻮﺓ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ , ﻭﻫﻲ ﺗﺨﺘﻤﺮﺍلإﺑﺘﺴﺎﻣﺎﺕ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻗﻄﻌﺔ ﻭﺩﻉ ﻓﻠﺘﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﻂ, ﺍﺳﻨﺎﻱ ﻛﺤﺒﺎﺕ ﺳﻜﺴﻚ ﻣﺒﻌﺜﺮ بإنتظار ﺍﻟﺼﻘﻞ , ﻛﻘﻄﻌﺔ ﺧﺮﺯ اكتملت ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺑﻐﻴﺮﻫﺎ .
ــــــــــــــــــــ
ﻫﻮﺍﻣﺶ
ﺳﺎﺭﻳﺖ , ﺍﺳﻨﺎﻱ
أسماء ﻟﻬﺎ ﺩﻻﻻﺕ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻃﻘﺔ ﻧﺎﻃﻘﺔ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺘقرايت
- ﻋﺪﻧﺎ ﻭأﺭﺩﻧﺎ :ﺍلأﻫﻞ ﻭﺍﻻﺭﺽ
ﻛﻔﻮﻭ ﻧِﺤﺪﻗُﻮ : ﻛﻴﻒ ﻧﺘﺨلى ﻋﻨﻪ
ﺑﻸﻱ ﻟﻮﻱ *ﺍﻟﺒﺲِ ﺛﻮﺏ
ﻭﻟﺖ ﻋﺒﻴﻴﺖ ، ﻭﻟﺖ ﺩﻧﻘﻠﺖ : ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻛﺒﺮﺕ - ﻋﺪﻧﺎ ﻭﺍﺭﺩﻧﺎ :ﺍﻻﻫﻞ ﻭﺍﻻﺭﺽ
ﻭﻟﻴﻲ ﺩﻓﻨﻨﻲ ﻭﻗﺒﺮﻧﻲ : ﺩﻻﻟﺔ ﻟﺮﺿﺎ ﺍﻻﻡ ﻋﻦ ﺍﺑﻨﺎﻫﺎ ﻭﺗﻌﻨﻲ : ﺑﻨﻲ ﻛﻦ ﻣﻌﻲ حتى ﻣﺜﻮﺍﻱ ﺍلأﺧﻴﺮ
اترك تعليقاً