رجال

·

·

مايا انجيلو
ترجمة: عناب علمان

عندما كنت فتاة صغيرة

اعتدتُ مشاهدة الرجال من خلف الستائر،

بينما يمشون على الطريق

رجال شباب، رجال عجائز.

الرجال دومًا ذاهبون إلى مكان ما.

كانوا يعملون بأنني هناك ؛

خلف النافذة،

في الخامسة عشر وجائعة إليهم.

يوَدُونْ الوقوف بأكتافهم العالية.

في يوم ما يحملونكِ بين راحتي يديهم،

برقة، كأنك آخر بيضة نادرة في العالم ؛

ومن ثمّ يشدُّون قبضتهم قليلا،

قليلا فقط.

القبضة الأولى لطيفة عناقٌ سريع، ناعم ؛

بالنسبة لآلياتكِ الدفاعية

يشدّون أكثر،

و يبدأ الألم.

ينزعون منك إبتسامة ينشرونها حول الخوف.

عندما يختفي الهواء،

ينفجر عقلك انفجار عنيف، وجيز، مُحطِّم.

أنه عصيرك،

ذاك الَّذي يجري بين سيقانهم،

و يلطِّخ احذيتهم عندما تصحِّح الأرض مسارها مرةً أخرى،

و يحاول المذاق العودة إلى اللسان،

يكون جسدك قد تهَشَّمَ سلفاً،

و انغلق إلى الأبد.

لا وجود لمفاتيح.

آنذاك ظلال النافذة تسقط على رأسك

خلف تأرجح الستائر البطيء.

الرجال يمشون،

يعلمون شيئا ما،

ذاهبون إلى مكان ما

لكن هذه المرة، ببساطة، سأقف و أشاهد..

ربما.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *