خمسةُ أقمَار في ليل المدينة – إعادة إنتاج صور من نصوص شعرية عبر الذكاء الإصطناعي

·

·

, ,

النص للكاتب : أنس مصطفى

في شَوَارِعِ الخرطُومِ القَديمَةْ،

حيثُ الحياةُ قصيرةٌَ ونادِرَةْ،

ينبتُ وردٌ سريٌّ،

لا يلحظُهُ العابرونْ..

في عصريَّاتِ تلكَ الشَّوارعْ،

يحدثُ أنْ تتقافزَ الظِّباءُ غِبطَةً

بين عَرباتِ التَّاكسي الصَّفرَاءْ،

وتحتَ ظلالِ النِّيمْ

في شارع ٢١ أكتوبرْ،

فيستحيلُ الإسفلتُ وِهَاداً وبرَاريْ ..

ثمَّ تغادرُ في اللَّيلْ

نحوَ كُنُسٍ مجهولَةْ،

إلى الجنوبِ قليلاً،

نواحي السكَّة حديدْ،

لا يدلُّ عليها أحدْ..

يقولونَ مرَّاتْ؛

خمسةُ أقمارٍ تُسكُبُ في ليلِ المدينةْ ..”.

استخدام الذكاء الاصطناعي في تحويل الصور الشعرية الى صور حية:

تعتمد نماذج الذكاء الاصطناعي  على تقنيات متقدمة مثل الشبكات العصبية التوليدية (GANs) وتحويل النصوص إلى تمثيلات رياضية. تُحلل هذه النماذج النص الشعري، وتستخرج المفاهيم الأساسية كالمشاعر والألوان والرموز، ثم تُحوّلها إلى عناصر مرئية عبر طبقات من الخوارزميات. على سبيل المثال، قد تترجم عبارة “بحرٌ من الدموع” إلى صورة مياه زرقاء متلألئة بانسكابات تشبه العيون.

رغم الإمكانات الواعدة، يواجه الذكاء الاصطناعي تحديات جمة في تفسير النصوص الشعرية

اللغة الشعرية غنية بالمعاني المبطنة والرموز (فالغموض والمجاز ) قد يُفهم بشكل مختلف بين البشر. كيف للآلة أن تختار التفسير “الأدق”؟ كما أن الذاتية الفنية – هي إستشعار فردي لكل قارئ تصوره الخاص عن القصيدة، فالصورة المتولدة قد لا تتطابق مع رؤية الشاعر أو الجمهور، و أحياناً تنتج النماذج صوراً مشوهة أو غير متناسقة، خاصةً مع النصوص التجريدية مثل “صراخ الصمت”.

    عموماً يُمكننا القول بأن استخدام الذكاء الاصطناعي في توليد الصور من النصوص الشعرية مثالاً على كيف يمكن للتكنولوجيا إثراء الفنون، لكنه يظل بحاجة إلى تطوير لفهم الأعماق الإنسانية للشعر. مع تقدم الخوارزميات، قد نرى تعاوناً فريداً بين الإنسان والآلة، حيث يكمل كل منهما الآخر لخلق عالمٍ حيث الكلمة والصورة وجهان لعملة واحدة.


    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *