الكاتب: أحمد سايمون
تعتبر القصة عند النوير رافد مهم في توثيق الثقافة الشفاهية إلى جانب الشعر ……
ولا يختلف كثيرا عن القصة القصيرة المعروفة حاليا في الادب السردي ، ويمتاز بوجود الأحداث والشخصيات والزمكان ، ولها الحبكة وتسلسل الأحداث وصولا إلى النهايات …..وتمتاز القصص عند النوير أن لها قيمة ثقافية اجتماعية تتمثل في العبر وخلق سراد جدد .
ومن الثوابت أن القصة تنقسم إلى قسمين اثنين ….
1/ شال ( Shaal)(السرديات) وتعرف أنه القسم المبني على المنقول المتواتر المتوارث من القصص …..
2/ لييت ( Leet) وهو قسم معني بالحيوان او الخيال وغالبا ما يعرف ب حكايات الليالي أو الأمسيات ومن مختصيه الحبوبات والأمهات …..
ومن الملاحظ احيانا تداخل القسمين في احد القصص ….
وهنالك قسم ثالث لا يصنف كقصة رغم أنه من أركان القسم الثاني ويعرف ب جيظ (Jeeth) (العبور) أو التقييم ….
ولان ال ( لييت) تحكى في مجموعات فلقد ابتكر النوير طريقة للتقييم سموه (جيظ ) ويحدث حين تتساوى مجموعة القصص عند الأطراف …..
و الحبكة أو التقنية المستخدمة فيها تعتمد على قول كلام بليغ مرتب مشربك ( غلوتية) في مقطع صوتي من أحد أعضاء الفريق الآخر ثم يقوم أحد من الفريق المنافس بترديد نفس المقطع دون ارتكاب أي خطاء وفي حالة ارتكابه لخطاء يعطى أو يحسب نقطة لصالح البادي وهكذا ….
وفي النهاية هنالك جوائز للفريق الفائز وهي عبارة عن سحب الفتيات لصالح الفريق الفائز في (جيظ) ….
ويضاف ال (جيظ) كقيمة او شرط في قسم قصة (لييت) التي تكون أطرافها أو مجلسها من الفتيان والفتيات ……
ستة حكايات من قبيلة النوير:
1. أسطورة الخلق:
- يؤمن النوير بأن العالم خلقه كائن إلهي أعلى يُدعى “دينغ” (Deng). وفقًا لهذه الأسطورة، فإن دينغ هو المسؤول عن خلق البشر والماشية، وهما العنصران الأساسيان في حياة النوير.
- يقال إن دينغ عندما خلق الأرض، جعل الإنسان والماشية مرتبطين بشكل لا ينفصم، مما يعكس أهمية الماشية في ثقافة النوير. الماشية ليست مجرد مصدر للرزق، بل هي رمز للثروة والمكانة الاجتماعية.
- هناك أيضًا أسطورة تقول إن السماء كانت قريبة جدًا من الأرض في البداية، ولكن بسبب سلوك البشر غير المحترم، ابتعدت السماء عن الأرض، مما جعل الحياة أكثر صعوبة.
2. أسطورة نزول المطر:
- يعتقد النوير أن الأمطار والمواسم الزراعية تخضع لإرادة الكائنات الروحية. هناك قصة تقول إن المطر كان هدية من الإله “دينغ”، ولكنه أصبح نادرًا عندما أغضب البشر الآلهة.
- في بعض الحكايات، يتم تصوير المطر ككائن حي أو كروح يمكن استرضاؤها من خلال الطقوس والاحتفالات الدينية. يقوم النوير بأداء طقوس خاصة لاستدعاء المطر خلال موسم الجفاف، حيث يقدمون القرابين ويصلون إلى الآلهة.
3. حكاية البقرة المقدسة:
- تعتبر الماشية محور الحياة اليومية والثقافية للنوير. هناك حكايات تتحدث عن بقرة مقدسة تُدعى “كوانج” (Kwang)، التي تُعتبر رمزًا للقوة والخير.
- وفقًا لهذه الحكاية، فإن البقرة المقدسة كانت هدية من الإله دينغ للبشر، وكانت تمنحهم الحماية والبركة. ومع ذلك، فقد تم تحذير البشر من سوء استخدام هذه الهبة، وإلا ستغضب الآلهة وستزول البركات.
4. حكاية الأرواح والموت:
- يؤمن النوير بوجود أرواح تعيش في عالم موازٍ للعالم المادي. يُعتقد أن الأرواح يمكن أن تؤثر على حياة البشر، سواء بالخير أو الشر.
- هناك حكاية شائعة تقول إن الموت لم يكن موجودًا في البداية، ولكن بسبب خطأ بشري أو فعل غير مقبول، أصبح الموت جزءًا من الحياة. يُعتقد أن الأرواح تواصل التفاعل مع الأحياء من خلال الأحلام أو الطقوس.
5. حكاية النمر والماشية:
- النمر هو رمز قوي في ثقافة النوير، وغالبًا ما يظهر في الحكايات الشعبية كرمز للقوة والشراسة. هناك قصة تروى عن نمر كان يهدد قطيع الماشية الخاص بالنوير.
- في هذه الحكاية، يتعاون أفراد القبيلة معًا لحماية ماشيتهم من النمر، مما يعكس أهمية التعاون والتضامن في مجتمع النوير. النمر في هذه الحكاية يمثل التحديات التي يجب على القبيلة التغلب عليها للبقاء.
6. حكاية الأجداد والأسلاف:
- يحتفظ النوير بتقدير كبير للأجداد، الذين يُعتبرون وسطاء بين البشر والآلهة. هناك حكايات تتحدث عن كيف أن الأجداد يحمون القبيلة ويوجهونها.
- في بعض القصص، يُظهر الأجداد قوتهم من خلال الأحلام أو الرؤى، حيث يقدمون النصائح أو التحذيرات لأحفادهم. هذا يعكس العلاقة الوثيقة بين الماضي والحاضر في ثقافة النوير.
اترك تعليقاً