حوار مع الكاتبة السودانية سارة حمزة الجاك

·

·

,

أجرته: نمارق سعد الجاك

عندما تكونين امرأة مهتمة بقضايا النساء والإنسانية، وتعبرين عن الصراع مع الذات والآخر من خلال الكتابة، فإن هذا ينبع من دوافع داخلية وإكراهات ذاتية. في هذا الحوار، نتناول تجربة الكاتبة والقاصة السودانية سارة حمزة الجاك، ونستكشف عوامل الكتابة لديها وأبعادها المختلفة.

سارة، أنتِ مهندسة معمارية، قاصة، روائية، وأم. كيف تنجحين في التوفيق بين هذه الأدوار المتعددة؟

للإجابة علي هذا السؤال؛ علينا أن ننظر للأمر؛ بعين أكثر شمولا؛ لنتعرف علي الإنسان الفرد؛ عندما نقترب منه نجد أنه؛ وعاء يحمل ذوات متعددة؛ لكل ذات منهم نية مسبقة؛ في أن تتكون وتبرز لتتفاعل مع المحيط؛ إذن هي تملك؛ ذاكرة تجربة وخبرة؛ وقد تتفرع نوايا الذات الواحدة؛ الي ذاتيتات صغيرة؛ كل ذتيتة منهم لها نية مسبقة بأن تكون وتبرز وتتفاعل؛ كلما كانت نية تلكم الذوات متسقة؛ كلما كانت إدارتهن ممتعة؛ تضفي علي الحياة دهشة؛ دهشة ممتعة تفُقد وتنُدر؛ إذا ما كانت نوايا الذوات لديك غير متسقة؛ هنا تفلت البوصلة؛ ويضيع الطريق في الماء.

ما مدى رضاكِ عن دور وفعالية النساء في الحراك الثوري والثقافي في السودان؟

لا يمكنني تقييم تلك التجربة العظيمة الثرة؛ لأنني جزء من النساء؛ والنساء الثائرات والرجال الثائرين؛ بمختلف فئاتهم العمرية؛ هم من صنعوا الثورة وحراكها؛ هنا لا يكون التقييم بالرضا أو السخط؛ إسمحي لي بضبط السؤال؛ بما يتناسب مع المسئول عنه.

ليكون السؤال ماهو تقييمك لدور النساء في الحراك الثوري في السودان؟

 هنا نجد تقييم صانع الفعل؛ تقييم مراقب الفعل؛ التفييم اذا ما وضعت نفسي في مكان صانعي الفعل؛ مع أخريات وأخرين؛ بذلنا كل ما في وسعنا؛ من أجل إنجاح الثورة السودانية؛ وان دور النساء فيها؛ كان له القدح المعلى.

إما اذا وضعت نفسي في مكان المراقبة؛ سأجد أن هذا الأفق الوسع المبذول كان حالما؛ بما لا يتناسب مع الحالة السودانية. عليه فعلينا كصانعين للثورة أن نأخذ راي المراقبين لها؛ و أنه لابد من أن يكون حلمنا أكثر واقعية؛ وينتبه لأن التحديات قد تحرف مساره لكنها لن توقفه.

الحرب عسكرت الحياة حتى باتت حيوات الناس غير متاحة بالكامل. كيف ترين مستقبل السودان ما بعد الحرب من الناحية الثقافية والاجتماعية؟

أفرزت الحرب واقعا يشبهها؛ قبيحا عنيفا ضعضع المجتمع؛ هز أركانه وثوابته؛ أزاح أقنتعته التي كان يتدثر بها؛ ألأن علينا بناء مجتمع جديد؛ كما نحب ونتمني ؛ بأدواتنا الثقافية المتعددة المتباينة ؛التي تحترم الأخر تدعو للسلام؛ أمان الانسان ورفاهيته.

كيف نشأت لديك فكرة تأسيس مؤسسة تهتم بالمبدعين الشباب من خلال التأهيل والتدريب ونشر بعض الأعمال تحت اسم “الفأل”؟

نشأ إستجابة لأسئلة متدربات الفأل في الأسافير؛ عن أين يمكننا أن نلتقي ؟ وتحت أي مظلة .

تبدو مؤسسة “الفأل” ذات طابع جندري واضح، خاصة من خلال الفعاليات التي تقدمها، مثل تناول قضايا العنف المبني على النوع، والاحتفاء باليوم العالمي للمرأة والفتاة. برأيك، ما المطلوب لضمان وصول قضايا النساء عبر مختلف أشكال الإبداع؟

المطلوب من المبدعات فهم مجتمعهن؛ فهما دقيقا واعيا؛ وتحليله بأدواتهن النقدية النسوية؛ لأنها الأكثر دقة الي هذه اللحظة؛    ومن ثم صياغة هذه الرؤي؛ في أعمالهن الإبداعية؛ بأدواتهن الإبداعية النافذة؛  بعد أن يتمكنّ منها بتطويرها؛ العمل علي أن لا تصبح هي نفسها أداة لنقدهن.  

إلى أي مدى قلصت وسائل التواصل الاجتماعي المسافات بينكم ككتاب وكاتبات، خصوصًا مع مشاعر الغربة والاغتراب عن الذات؟

الي الحد الذي لم نشعر معه بأننا مشتتون حول العالم؛ فمن تريده تتواصل معه لحظة بلحظة.

أطلقت مؤسسة “الفأل” مسابقة في اليوم العالمي للقصة القصيرة، بهدف نشر ثقافة المحبة والتعايش السلمي، مع التركيز على الأقلام الجديدة التي لم يسبق لها النشر. هل ترون في ذلك مساهمة في خلق جيل جديد من الكتاب؟

نعمل لأجل أن تسهم المسابقة في تحقيق ذلك الهدف

كيف كنتِ تكتبين قبل الثورة؟ وهل واجهتِ صدامًا مع السلطة؟ وإذا كان كذلك، كيف تغيرت الأمور بعد الثورة والحرب الأخيرة؟

لم يكن لي صدام مع السلطة؛ فهي تري أننا مجرد صعاليك؛ لا خطر عليها منا؛ وبعد الحرب تشتتنا في انحاء العالم؛ أظنهم يرددون بركة الجات منك يا بيت الله

ككاتبة، هل تشعرين أن آثار الحرب لن تنتهي من مخيلتك وقلبك، حتى لو انتهت فعليًا على أرض الواقع؟

الذاكرة عند الكاتب/ة هي أهم مصدر كتابي واذا تم فقدها في علي المشروع الكتابي السلام. تحوي الذاكرة كل الخبرات والتجارب اليومية؛ وتجربة الحرب من التجارب الاستثنائية في حياة الفرد والتي لن تتكرر كثيرا؛ فهي لن تنتهي او تنمحي نهائيا .

ما نصيحتكِ للكتاب الجدد؟ وهل هناك عمل جديد تعملين عليه حاليًا؟

القراءة ثم القراءة ثم الصبر علي الكتابة والتأني عند النشر

_______

الحوار تم نشره لأول مرة في مجلة “أبنوس” الجنوب سودانية


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *