يُشتق مصطلح “غجري” من كلمة “غَجر” التي تعد جمعاً لكلمة “غَجريّ” أو “غَجريّة”، ويُستخدم للإشارة إلى قوم جفاة عُرفوا بالتنقل والترحال، واعتمادهم على التجارة، والموسيقى، وقراءة البخت، والتسوّل، والصناعات الخفيفة.
ويطلق على غجر السودان كلمة (حلبي) وهي نسب لمدينة حلب السورية. لكن المثير في الأمر إن لفظ حلبي أصبحت صفة لكل أصحاب البشرة البيضاء في السودان.
سفر التكوين والتيه
تعددت النظريات حول أصول الغجر؛ إذ يُقال إنهم ينحدرون من نسل “قابيل” الذي قتل أخاه هابيل وفقاً لتفسيرات توراتية قديمةتعود إلى «سفر التكوين» من العهد القديم.. وهناك أسطورة شائعة تروي أن البشرية انحدرت من ثلاثة إخوة: جاء الأول من العنصر الأبيض، والثاني من ذوي البشرة السوداء، بينما ينحدر الغجر من نسل الثالث المسمى كين، الذي قتل أحد إخوته فحُكم على نسله بالشتات والترحال.
ومن حولهم حيكت الأساطير، المستمدة من التوراة عن لعنة تلاحقهم بسبب ما فعلوه مع المسيح، إذ شاركوا في دقّ المسامير بالصليب، وقتلِهم أطفال بيت لحم، ومن ثم كُتب عليهم التيه في الأرض كلعنة أبدية..
بينما تبنى الغجر الانتماء لمصر، لفترة طويلة في أوروبا، حيث أطلق أول رؤساء مجموعة غجرية وصلت إلى أوروبا على أنفسهم لقب “أمراء مصر”. فيما استند روبرت صاموئيل في أبحاثه إلى نبوءة حزقيال القائلة “سأشتت المصريين بين الأمم”، أما الشاعر الفرنسي، فولتير، فقد أشار إلى أن الغجر هم سلالة من البوهيميين جاءت من كهنة إيزيس بعد اختلاطهم بالعذارى المنذورات للآلهة.
وهناك من يعتقد أن الخطيئة الأصلية جاءتهم من أجدادهم الذين كانوا في مصر وعزفوا عن استقبال مريم وابنها، بل ناصبوهما العداء. ومن هنا برع الغجر في الفرح والحزن معاً، فمنهم ظهرت الفرق الخاصة بالأفراح والأتراح، أو الراقصات النادبات، فكنّ يرافقن حاملات القرابين وينشدن الأغاني الحزينة الباكية على الضريح، ويضربن صدورهن ويلوحن بشعورهن، وهن أنفسهن يقمن بمستلزمات الأفراح، ولكن هذه المرة مع الغجر الذكور. وما رقصة الفلامنكو سوى فن من الفنون الكثيرة التي ابتكرها الغجر.
أبناء الله المفضلين
وفي كل الأحوال يتمسكون بإيمانهم أنهم أبناء الله المفضلون، لأن الله ميزهم من غيرهم، فهم يعتقدون أن الخالق وضعهم في تنور، مثلما توضع أرغفة الخبز، ثم انشغل في أعمال أخرى، ولما فطن وجد لونهم الأسود مختلفاً عن سواهم الذين لا لون لهم (البيض) فجعلهم «أبناءه المفضلين».

يُعبّر الشعر الغجري عن مأساة الوجود والحنين إلى العدالة والحب في قصائد مثل تلك التي أبدعها الشاعر ريسم سدجيك، حيث يظهر تأمله في معنى الحياة من خلال لغة الشوق والحرمان.
“ما زلت أذكر،
جُلت العالم برفقة خيمتي،
أبحث عن الحب والعاطفة،
عن العدالة والسعادة…
كبرتُ ولم أجد الحب بعد،
ولم أسمع مفردة العدالة،
إذاً… أين تكمن حقيقة الغجر؟”
هكذا يقول الشاعر الغجري، ريسم سدجيك، في إحدى قصائده، التي يُجاهر فيها بمأساته الوجودية، بل بمأساة الغجر.
وقد ساهمت الأدبيات القديمة، سواء في التراث التوراتي أو في الشعر الفارسي، في رسم هوية الغجر، حيث أكد أبو القاسم الفردوسي في “الشاهنامه” على ارتباطهم بالهند كموطن أصلي. ومن هذا المنطلق، يُظهر الغجر براعةً في فنون الموسيقى والرقص، مثل رقصة الفلامنكو التي تعتبر إحدى تعبيراتهم الفنية المميزة، فضلاً عن استخدامهم للسحر والطلاسم كجزء من ممارساتهم الثقافية.
ومن بين القصص التي تُروى للتدليل على لعنة الخالق للغجر، هي القصة التي تقول إن :
الخالق قد لعن الغجر، لأنهم رفضوا إيواء السيدة مريم العذراء خلال هروبها بمعية يوسف النجار والطفل إلى مصر. وتروي حكاية أخرى أن الغجر أكلوا الكنيسة المشيدة من اللحم، بعدما استبدلوها بأخرى بنوها من الحجارة، وبذلك ظلوا من دون دين.
وهناك مثل شهير متداول في دول البلقان، مفادة أن في العالم اثنتين وسبعين ديانة ونصف، والنصف المذكور هو دين الغجر.
ليس ثمة اهتمام لدى الغجر بالديانات السماوية أو بفكرة الدين عموماً، وكان ذلك أحد أهم عوامل الرفض الاجتماعي لهم، وكما أنه بات مصدراً للعديد من القصص والحكايات، التي نُسجت لتدلّ على أنهم ملعونون، ولن ينالوا شيئاً من رحمة الخالق. لكن ثمة أغنية غجرية، ترد على مثل هذه الافتراءات، وتقول:
“أبدًا
لن نفصح عن الإله
فهو سرّنا الحميم
يضيء لنا الطرق المظلمة
إن أفشينا السرّ
لن نتحرك خطوة
سنتعفن تحت هذه السماء الزرقاء
إن توقفنا عن المشي
لن نصل إلى الإله
لن نصل إلى الإله”.
إن علاقة الغجر بالدين تختلف عن الشعوب الأخرى، خاصة بعد أن مزجوا بعض معتقداتهم الدينية القديمة مع التقاليد الدينية لدى بقية الديانات. فالغجري حين يتكلم عن الخالق، لا يمكن لأحد أن يعرف أي إله يقصد تحديداً، معتقداً أن الله يساعده في التجارة، ويدعو القديسين إلى مساعدة في سرقة الخيول وبيعها”.
والغجر يُقدسون “سارة السوداء”، أو “سارة الغجرية” ويحتفظون لها بتماثيل، يحملونها معهم أينما ذهبوا، وهي قديسة غجرية، عاشت على شواطئ نهر الرون مع بقية أفراد جماعتها، واشتهرت بمعرفة الأسرار.

وفي زمن قديم أحبت غجرية فتى جميلاً، لكن من غير جنسها، فجفاها، فبكت واستعطفت، ولم تجد خلاصاً إلا بعقد اتفاق مع الشيطان، وهو تقديم آلة مصنوعة من أعضاء أسرتها، وبهذه الآلة يمكنها تنفيذ ما تريد، وبعد كثير من المعاناة وافقت، فجعل أباها صندوقاً خشبياً يردد الصوت وأمها قوس عزف، وأخواتها الأربعة أوتاراً، وصنع الكمان، وعلمها العزف، فجعلت النافر منها يعشقها، ومنذ ذلك الوقت تعلم الغجر الفنون كلها، السحر والطلاسم والتعاويذ ومهنة الكدية المقدسة واستخدام المزاهر وقرع الطبول والصنوج وقراءة البخت والمداواة.
عندما يغني نساؤنا على نغم الأمك فإنهن يسحرنك
يرتكز نظام الغجر الاجتماعي على مبدأ الترحال، الذي يُنظر إليه كعقيدة تحررهم من قيود الاستقرار والالتزام بالتقاليد السائدة في المجتمعات التي يستقرون فيها.
فهم يعيشون اللحظة دون التفكير بالماضي أو المستقبل، مما أكسبهم سمعة الشعب المختار الذي يحمل أسراراً فريدة وروايات شفوية لا تقبل التوثيق بسهولة. وقد صنّف الباحثون المجتمعات الغجرية إلى مجموعات رئيسية مثل المانوش والروم، مع فروعات متعددة تعكس اختلافات داخلية تتعلق بالعادات واللغات.
إذ تُعد لغة “روماني جوراجاني” جزءاً أساسياً من هويتهم الثقافية التي تجمعهم رغم تنوّع أماكن استقرارهم.
ويطلق الغجر على أنفسهم القاباً مختلفة كأولاد الطرقات وشهود الزمان وابناء الرياح لأنهم لا يركنون أبداً الى مكان ثابت.
ومن يتقصى اخبار الغجر، يتضح له أنهم قد انتظموا منذ أمد بعيد في طبقات اجتماعية تختلف عاداتها وطرق حياتها وأنهم يصنفون الى مجموعتين رئيسيتين هما المانوش والروم. ويشكل المانوش قاعدة الهرم الاجتماعي عند الغجر ويتكلمون لغة شديدة القرب من الالمانية ويكثر فيهم الموسيقيون وعازفو الكمان والغيتار. أما الروم فينقسمون الى ثلاث فئات أو طبقات اجتماعية اللورا، والتشوراترا، والكالديراش.
في العراق يطلق عليهم «كاولي» التي أعادها بعض المؤرخين إلى «كابل» أو «كابلي» عاصمة أفغانستان لظن الناس هناك أن أصولهم تعود إلى تلك المنطقة.
أما في إيران يسمى فيها الغجري «كولي» التي تعني حرفياً المتعاملين مع المعادن.حيث ان حرفة الغجري الأصلية هي الحدادة، ولكنها تطلق عليهم للتنقيص والإساءة إليهم..
ويسمون بالقرباط والنور، فيما يطلق عليهم في الساحل السوري «المطاربة»، ومن المدن التي ينتشرون فيها: حماة، وحلب ومنها جاءت تسمية السودانيين لهم بالحلب، ويتكلمون إضافة للعربية «لغة العصفورة» أو الرطانة الخاصة بهم.
ومن العبارات المنسوبة اليهم «العوالم ـ جمع عالمة وهي الراقصة» و«الغوازي» وهي تعني كان يعني أنهن غزون قلوب الرجال..
وتتميز نساء الغجر، بالجمال والخفة والغنج، ويظهر ذلك في ملابسهن المزركشة، ذات الألوان الزاهية، وهن في الأغلب يحترفن مهنة الرقص، أو قراءة الطالع، والقيام بأعمال السّحر والتعاويذ، وإحياء حفلات السبوع.
اللغة ذات أهمية كبيرة في الثقافة الغجرية، ولغة الروما” هي العنصر الموحد بين المجتمعات المنتشرة في جميع أنحاء العالم، وهي رابط الثقافة التي تم نقلها شفهيا من جيل إلى جيل.
وهذه اللغة هي جزء من فرع اللغات الهندية الجديدة، ولها جذور مشتركة مع السنسكريتية ويطلق عليها الغجر “روماني جوراجاني” (Romané Jorajané).
وعن اشتقاق تسميتهم “النَّوَر” تدور توجيهاتٌ تأصيليةٌ مرجعُها النُّور والتّنوير؛ أخذا من اللّونِ الزّاهي الأخّاذ، ومن انعكاس ضوءِ الشّمس الذّهبيِّ على ثيّاب نساء الغج المزركشة الذي يمثّل أحيانا مع جمال طلعةِ المرأةِ الغجريّةِ لوحة فنيّة بهيّةَ المنظَر جذّابةَ التَّقاسيم.
قصة عرب جساس والزير سالم
تزعم الأسطورة الشعبيّة التراثية أن المهلهل (الزّير سالم) التغلبيّ أوقع بالبكريّين في آخر معارك حرب البسوس، فأفنى مقاتليهم وذوي الفتوّة فيهم، واستحيى النّساءَ والعجزَةَ والضّعفاء وفرض عليهم أن لا يوقِدوا نارا ولا يستقبلوا ضَيفا وبدَّلَهم بحمل السّلاح الزّمْرَ وضَربَ الطّبل. ثم حَقَّت عليهم كلمةُ التّيه.، وقصة الزير سالم معروفة لدى جماعات الغجر المختلفة في مصر. وتحكي القصة الصراع الذي دار بين الزير سالم وابن عمه جساس حول رئاسة القبيلة، ويعتقد الغجر أن قائدهم هو جساس، ولذا فهم يدعون أنفسهم «عرب جساس»، ولكنهم لقوا الهزيمة على يد الزير الأقوى، الذي انتصر عليهم بخداعه ثم لعنهم بأن يركبوا الحمير إلى الأبد.
قصة الرحلة
بعض المؤرخين اجرى دراسات حول الغجر وتبين لهم أن تاريخ هذا الشعب يعود الى ما قبل ثلاثة آلاف سنة من التاريخ القديم حين تجمعت على شواطئ الهندوس قبيلة من الجنس الأبيض يتقن افرادها صنع المعادن ويعرفون أسرار البرونز. وقد اطلعوا عليها شعوباً أخرى حين اقترب موعد الهجرة الكبرى.
بدأت هذه الهجرة حوالي سنة 1000 ق.م فانطلق الغجر من الهند وتوجهوا نحو آسيا الصغرى ومن هناك تفرقوا وبعد وصولهم إلى أوروبا، لم يستغرق الغجر وقتًا طويلاً ليدركوا أنهم يستطيعون كسب دخل من خلال ممارسة السحر والتنجيم، وبدأ ربط إسم الغجر بالسحر، ومن غرائب طقوسهم، إحراقِ خيمةِ الميِّتِ ونقضُ عربَةِ نقلِه وكسر قطعة سلاحه، وكذلك نبذُ المرأةِ في المَحيض وعزلُها عن يوميّاتِ الحياةِ البيتيّة، وربطُ رفعِ الحصارِ عنها بساعةِ الإنجاب.
ومن عجيب أمرِ الغجرِ في باب الولادةِ احتفاؤهم بالبناتِ، الذي هو فرعٌ عن ولعهم بالنّسل وانتشار الذّريّة واستمرار العقِب الغجريّ.
لا يتزوج الغجر من خارجهم ويسمى العريس الغريب «الإفرنجى»، وتدور الكثير من الأغاني التي يغنيها الغجر في أفراحهم عن العشاق الذين أحبوا بنات الحلب ولم يستطيعوا الزواج منهن. ويقاس ثراء الغجرى بعدد زوجاته وعدد بناته، ويرتفع مهر الفتاة الغجرية ، ولذلك تقام احتفالات كبرى عند ولادة الأنثى، وتصبغ الغجرية شعرها باللون الأصفر لاعتباره من علامات الجمال.
وحين تبحث عن أصول الغجر (الحلب)، تجد أن الأساطير تختلط بالوقائع التاريخية، فالغجر يتقنون رواية القصص ويزينون بالحكايات الخارقة لياليهم وهم يؤكدون أنه من الطبيعي جداً أن يرى الغجر المستقبل بشكل أكثر وضوحاً من سائر الشعوب لأنهم شعب مختار بل ويؤكدون مقولة عمرها نصف قرن تقول:
إن الغجر حين تحين ساعتهم وينتهي الناس البلهاء من افناء بعضهم بعضاً فإنهم يطلقون قوى عشواء وينزلون من جبال التبت ويصبحون ينبوع حياة جديدة على الأرض.
في السودان، يُعرف الغجر بتعدد تسمياتهم والمصطلحات التي تعكس تباين طبائعهم الاجتماعية. ومن المثير للاهتمام في السياق السوداني، أن إحدى المجموعات الغجرية تُعرف باسم “الحلب”. في هذا السياق، لا يُقصد بالمصطلح فقط الإشارة إلى مدينة أو منطقة، بل هو رمز لنمط حياة يتميز بالترحال والمرونة والتفاعل مع المحيط الاجتماعي بطريقة مغايرة.
إذ أن الحلب يتزاوجون من بعضهم البعض حتى وإن كان من غير القرية. ويتحدوث العربية، وبعض اللهجات الغجرية. ويتعتمد الحلب على نموذج الأسرة الممتدة كوحدة اقتصادية يتزوج الأبناء في معطم الأحيان مبكراً، في منتصف او أواخر سن المراهقة، وعادةً يعيش الزوجان في منزل والد الزوج حتى إنجاب طفلهم الأول أو الثاني. وعادة ما يتجمع الحلب في مناسباتهم بأعداد كبيرة في شندي والدامر وبربر وغيرها، ، ومن اشهر رقصاتهم النحليهو وهي اقرب الى عشرة بلدي المصرية. معظم الحلب يدينون بالإسلام.
تُصنَّف أسر “الحلب” أنثروبولوجياً كأُسَر أمومية، حيث تلعب الأم دور المركز الأساسي في صنع القرار الأسري، بينما يقتصر دور الأب على أداء الطقوس التقليدية والمهام الرمزية. يعمل أفراد “الحلب” في السودان في مجالات مثل تجارة الحديد، وعمليات النجارة المعدنية، والرقص الشعبي، فيما تحتفظ النساء بدورهن في قراءة الطالع وممارسة الفنون الشعبية كالوشم وتزيين الجسد، مما يعكس اندماجاً بين التقاليد القديمة والظروف الاقتصادية المحلية.
وطابع الغجر السودانيين (الحلب) هو الترحال، كما أن هناك بعض التجمعات المستقرة أو شبه المستقرة التي تمارس التنقل الموسمي، وتكون لها أماكن (قرى عبور) تستقر فيها بعد الترحال بين القرى. يعيش الغجر المستقرون في مساكن تتناسب مع المنطقة التي يحلون بها ومع مستواهم المادي، فقد تكون المساكن مشيدة بالطوب الأحمر، أو بالطوب اللبن، أو بالقش وتكون على هامش القرى، ويتوسط مساكنهم حوش متسع به الأغنام والكلاب، أما محتويات المنزل فلا تتعدى المعدات الضرورية وبعض الأغطية والأفرشة.
..انهم مصريون من المنوفية بصعيدمصر ….اما الثانية فهي رواية ابنه محمد عيسى…فهم جعافرة / بوصيلية قدموا من أسوان بجنوب مصر ..صعيدها او جنوبها الجعافرة باجماع الرواة والمؤرخين أنهم أشراف حسينيون..جاءوا الى السودان منذ الفتح الاسلامي كانوا يسكنون قبل مجيئهم السودان حول بمبان والرمادى بمديرية أسوان حيث امتهنوا الزراعة والتجارة…وهاجر كثير منهم الى ليبيا وشمال افريقيا والجزائر
اذا الجعافرة اشراف من قبائل العرب اشتهروا بالكرم والطيب والنسب الشريف يسكنون في اسوان وقنا وشمال السودان …ومن الجعافرة في أسوان الرئيس الراحل أنور السادات..
ينقسم الجعافرة الى ثمانية فروع منها الاحمداب…الحسينياب الميرياب العسكراب ..العبدلاب ..الناصراب..
ومن أشهر العوائل التي قدمت.من صعيد مصر الى السودان مع الجيش المصري ابان الحكم التركي عائلة نور الدين التي تنتمي الى عائلة ابو دهير في مدينة برديس بصعيد مصر..وعائلة الكدرس (محمد احمد يوسف النعمان) التي قدمت من اندراو …وعائلة قناوي التي قدمت من مدينة قنا بصعيد مصر وقد استقرت معظم هذه القبائل في امدرمان وبايعت المهدي عندما قدم اليها..
لا يعرف عدد الحلب في السودان على وجه التحديد؛ نسبة لترحالهم وبقاؤهم خارج نطاق الدولة
كما أن المعوق الأساسي في إندماجهم هو أنهم شديدو الشك في الناس، ويفضلون الاحتفاظ بكل جوانب حياتهم سرًا خاصًا بهم، رغبة في التقليل من أعدادهم بالتنصل من الأصل الغجري، فينتسبون الى قبلياً الى مدن ك (بربر)
يعمل الحلب في تجارة الحديد، وعمل المسامير والرقص الشعبي، وتعمل النساء في قراءة الطالع وتزيين النساء وبيع مستحضرات التجميل، ورمي الودع وقراءة الرمل، كما يقمن بعمل الوشم، يلبسون الملابس المزركشة بألوانها المبهجة، والوشم أو الحلق أو ألسنة الذهب في مقدمه الفم.
عرف الغجر علم التنجيم، وقراءة الكف، والطب الطبيعي، والموسيقى والرقص، ولم يظهروا مهارات في الرعي أو الزراعة لكنهم كانوا خبراء في ترويض الحيوانات وتدريبها وكانوا أساتذة في السمكرة والعمل بالحديد والمعادن.
يحتفظ الحلب بسحنتهم ولسانهم ولهجتهم التي تمتزج ببعض الالفاظ المصرية ..يتميز الحلب بالبشرة البيضاء .والشعر الكثيف…والبسطة في الجسم ..والشوارب الكثة ..اهم الحرف التي يمتهنونها الحدادة..وصناعة المناجل.واقفاص العصافير ..والفؤوس والسكاكين..والمناخل …بينما تتولى النساء بيع اواني المطبخ والمنتوجات التي يصنعها الرجال من الحديد
وهي التي إستوحى منها ماركيز شخصيته مليكياديس الغجري ونبؤة قرية ماكوندو
تتبع محكيات وأساطير الغجر تشكل مادة خصبة لفهم كيفية اندماج ثقافات متعددة عبر العصور وكيف يبقى التراث الشفهي، الذي لا يعتمد على النصوص المكتوبة، مرجعاً أساسياً لفهم الهوية الجمعية لشعب الترحال. ومن خلال البحث في ملامحهم المتنوعة، نجد أن الغجر، بما في ذلك فئة “الحلب” في السودان، يمثلون حالة فريدة من التفاعل بين الحرية الثقافية والتمسك بالعادات التي تشكلت عبر آلاف السنين، في حين تستمر أساطيرهم ورواياتهم في تحدي الزمن وإثبات مكانتهم كجزء لا يتجزأ من النسيج الحضاري العالمي.
اترك تعليقاً