للكاتب: بكري التاج
ايتها البِنَيّاتِ، اللّاتي نصنَعَهُنّ من مُجرّدِ حُدود الكلام انتظرنَ قليلا حتى أُعيدكنّ من حروف اللغة و من تعاريج حبرِ الكتابة ، أُعيدُكُنَّ قَسرَاً من ريكورداتٍ قديمة كُنتُنَّ قد غَنّيتُنّ فيها أجملَ أهازيج و أنتُنّ كُلكنّ آمال باسقة و واثقة من الظفر بشخصي الضعيف .. أيّتها السيدات اللاتي أشرَفتُنّ على تضميدي و تحنيطي كفرعونٍ آثم ، انتظرنَ قليلاً و لا تختَبِئن في غَيهب الذّاكرة .. لقد صار طعمكُنَّ حادِقاً بفعل الزمن و حاذقاً بفعل الألحان التي وَارَيتكُنّ بها في مثواكنّ
الأخير .. أُعيدُكُنّ و أَحيِيكُنّ حوجةً في أيام الرماد و أُزيِّنُكُنّ بشرائطَ ذهبيّةٍ و أقاويلَ عذبة و ناعسة كعيني مها، بين الرصّافة و الجسرِ ، طلَعنَ بدري، وجرَينَ نهرٍ ولثَمنَ ثغرٍ و شكّكن أدري، أيّتَهُنَّ الحافلات بالشغب و الصخب و اللّجَب، تعَالَين من مُجرّدِ حدود الذّاكرة الى حوافِ القلب .
اترك تعليقاً