الطُوطَمية عِند النُوير

·

·

, ,

الكاتب: أحمد سايمون

إن الطوطم totem ،  كمصطلح أدخله عالم الانثروبولوجي الاسكتلندي جي. ماك لينن* ، في عام 1870 ، ماخوذا من اللغة الغونكية ، لغة قبائل ألأوجيبوا ، هنود البحيرات ، في امريكا الشمالية .

كانت الطوطمية قد دخلت الانجليزية عن طريق الرحالة جي. لونك في عام 1791 ، إذ استعملها بكثرة في كتابه (رحلات وأسفار مترجم هندي) ، ثم إن  ( إيميل دوركايم* (1858 – 1917) العالم الانثروبولوجي الشهير ، كان أول من اكتشف الدين الطوطمي ، وما يوازيه من التنظيم الاجتماعي المعروف بالعشيرة ، و رأى ان القوى الدينية هي القوة الجمعية والمجهولة للعشيرة).

 ذهب العالم النفساني الكبير سيجموند فرويد بعيدا في الايغال نفسيا ، و اعتبر ان المجتمعات المؤمنة بالطوطمية، مصابة برعب السفاح،  لتخوفهم من الاقتراب من تابو الجنس مع المحارم ، هذا الاستنتاج بعيد جدا عن حقيقة التداول عن قصص الطواطم ، على الاقل في المجتمعات الافريقية ،  حيث لم يرد في الروايات المحلية عن الطواطم ذكر استدلالات جنسية تشير انها السبب في عدم زواج الاقارب و المحارم في العشيرة الواحدة.

 فيمكن القول بأن الطوطمية بأنها ديانة مركبة من الأفكار والرموز والطقوس تعتمد على العلاقة بين جماعة انسانية ورمز معين يسمى”الطوطم”، والطوطم يمكن أن يكون طائرا أو حيوان أو نبات أو ظاهرة طبيعية مع اعتقاد الجماعة بالارتباط روحيا به، كأن تتخذ القبيلة مثلا من حيوان معين رمز طوطمي لها.

  • يعد الطوطم رفيق ومساعد مع الارواح الخارقة. وهو وجود مقدس حيث تعتبره الجماعات كهوية لها: يحرم لمسه أو تحطيمه .
  • يرى بعض الباحثين أن الطوطمية ماهي الا ممارسات تقليدية تخلق نوع من التوازن البيئي لضمان الاستخدام الرشيد للحيوانات والنباتات. وتعد أيضا من ادلة الفلسفة في استخدام الموارد والمحافظة عليها.
  • يقدم (سيغموند فرويد  مفهوما  وتفسيرا اخر  في كتاب الطوطم  التابو):
  • فنجد لدى الاستراليين، عوضا عن جميع المؤسسات الدينية و الاجتماعية المفقودة، نظام الطوطمية، ف القبائل الاسترالية تتفرغ الى عشائر وكل عشيرة بإسم طوطم، الذي يعني عادة حيوان يؤكل لحمه، مسالم أو خطر مخيف، وفي النادر شجرة أو قوة طبيعية (مطر، ماء) ذو علاقة خصوصية مع كامل العشيرة.
  • فالطوطم هو أولا الأب الأول للعشيرة ومن ثم الروح الحامية لها والمعين الذي يرسل لها الوحي، والذي اذا كان خطرا يعرف ابناءه ويصونهم. من اجل ذلك يخضع أبناء الطوطم لإلتزام مقدس، رادع ذاتيا، يقضي بأن لا يقتلوا “طوطمهم”.  ومن وقت لآخر تقام أعياد يعرض فيها أبناء الطوطم أو يقلدون في رقصات طقوسية  حركات وخصائص طوطمهم. (الطوطم هو كائن حي يكون على شكل حيوان أو نبات أو يشكل جزءاً من حيوان أو نبات،  هو كائن طبيعي ، أو ظاهرة طبيعية ، أو رمز لهذه الأشياء ، يمثل الصفات المميزة لجماعة بشرية،  أو جماعات بشرية ، تعيش في مجتمع معين)* .

 ‏بهذا التعريف فان الطوطم منتشر في افريقيا ، و الهند ، و استراليا ، القبائل الاصلية ، و في الامريكتين ، و كثير من دول أسيآ ، و هو منتشر عند العرب قديما في فكرة الصنم و الصنمية الذي هو مختلف قليلا عن التصورات الاخرى عند الشعوب المارة.

الطوطم في الثقافات الأفريقية يشير إلى رمز أو كائن طبيعي (حيوان، نبات، ظاهرة طبيعية) يعتبر مقدسًا أو ذا أهمية روحية لقبيلة أو مجموعة معينة. يعتقد أن الطوطم يمثل أصل القبيلة أو يحميها، وغالبًا ما يرتبط بأساطير تأسيسية أو أسلاف.

في بعض القبائل الأفريقية، يعتبر الطوطم جزءًا من الهوية الجماعية، ويُمنع أحيانًا صيد الحيوان الطوطمي أو استخدام النبات الطوطمي كعلامة على الاحترام. هذه الممارسات تعكس ارتباطًا عميقًا بين الإنسان والطبيعة في المعتقدات الأفريقية التقليدية.

وهي فكرة شديدة الوضوح فالإهتمام الكبير بالطوطم . مفاده ان معظم الشعوب الإفريقية يؤمنون بقوة كبرى تفوق طاقة البشر. قوة سماوية لها السطوة والسيطرة على كل شيء. وهذه الفكرة تدحض حجج القوى الإستعمارية التي زعمت إنها جاءت لملء الفراغ الروحي ، وجلب الحضارة للشعوب الإفريقية (البدائية)!.

يمثل الإسم الطوطمي رابط وثيق بين الفرد وجذوره . وهذه نقطة مهمة بجانب اللغة، الاحاجي، الأمثال، الأساطير، العادات والتقاليد ..الخ. في تكوين الفرد  وتشكيل ثقافته بل هويته!.

عليه فان الطوطم عند قبيلة النوير النيلية الجنوب سودانية لا تخرج عن هذا الاعتقاد في السلوك والممارسات الطوطمية و يسمى عند النوير ( theeh ) ( سيه ) بمعنى المقدس او المجتنب بغرض التقديس وعدم التعرض له بالسؤ.!

ويصل الامر احيانا لوجود طوطم خاص بكل أسرة كنوع أو اشارة الى ارتباط إنسان القبيلة بمحيطه البيئي الطبيعي الذي يقدسه، فمثلا: للذين تمثل (النار ) طوطمهم فان تلك الجماعة أو تلك  الأسرة لا تقوم بطفي النار بتاتا بل يتركونه مشتعلا لعدة سنين واذا ما قام أحدهم بطفي النار سوا بواسطة الماء او شئ اخر يصيبه مكروه ، ما يتوجب على القائم بأمر الطوطم في الجماعة او الأسرة بعده  تقديم كفارة معلومة متبعة حتى يرفع اللعنة او البلوى. وغالبا ما يشتهرون برقي كل من يصبه حرائق النيران ويشفونه. ولا يتأثر الفرد المنتمي إلى الجماعة بالحريق إذا ما تعرض له.ولا يتلف النار اي ممتلكات لهم.

وبحسب شول : مثلا انا من بانتيو لكن أصلي قاتكيير،و لذا لا نأكل “كهير” الذي هو القرع البلدي ، لأن جده قد خرج من بطن ذلك القرع.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *