الصَّمتُ والرماد

·

·

, ,
الكاتب: محمد عثمان كجراي

كخواَء مقبرة تعيشُ على سديم
تجترُ مهوى الذكريات تثاؤبًا
من ألفِ عام تمضغ الأحقاد
تفرز حلكة الليل البهيم.
ويجوس في عتماتها صَمْتُ أليم
صمْتٌ لَهُ لَوْنَ السَّديم ونكهة الأبدِ القديم
كانت حياة الآخرين.
وهماً كأصداء الخُطى
وحياتنا في جبهة الأفق البعيد، متاهة للعابرين
صمتاً تجسد في عُيون الحائرين
أصداء ملحمة
وأشباحاً تجوسُ الدَّرْب تَسْخَرُ من حياة الآخرين
وعُيونهم
مصلوبة الأحداق تمعن في الفرار
تَرْتَادُ أودية السَّراب
تلوذ بالوهم المُحنط في تراث الغابرين
فَمَن الذي سيشق أودية الصُخور …؟
ويهز أعماق الجذور.
ويلقحُ الأَرْضَ الندية بالبراعم والبذور
وَحْدي مع الموتى أصيح:
أكان حتما إن أذوب ؟
أترى أعيش لأشْهَدَ المَوْتَى يَشُقُونَ الدروب
ويباركون بحيرة الحقدِ المَقَدَّسِ في ابتهالاتِ الغُروب
صمتا تجسد في عيون الحائرين أصداء ملحمة
شلال نهر جامح الوثبات هدار العُيون
ويمزقون
أكفانهم
تِلْكَ التِي اهْتَرَاتُ نَسِيجاً مِن رَمَادُ
أترى سَيَنتَفضُ الرَّمَادُ ؟.





  •  محمد عثمان بن محمد صالح بن حسن كَجَراي السبدّراتي. الميلاد: 1928م في القضارف، شرق السودان. . توفي عام 2003. عمل معلما ومرشدا تربويا في السودان، قبل أن يعود إلى اريتريا بعد الاستقلال ويعمل مديرا المدرسة الأمل النموذجية. أشرف على جمعية فكر وإبداع الأدبية بأسمرا. كما أشرف لفترة على ملحق الآداب والفنون الذي كان يصدر من جريدة أرتيريا الحديثة. صدر له:
  • الصمت والرماد شعر.
  • الليل عبر غابة النيون، شعر .
  • في مرايا الحقول، شعر .
  • خماسيات أبي الشول، شعر للأطفال.

الصورة ملتقطة بواسطة الفنانة : ياكوتا ((1) Facebook))


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *