الكاتب: عمار شرف الدين
في التاسع عشر من ديسمبر
رأيتُ :
دون كيخوت بعقل ممزق
بحصان هذيل وملابس حربٍ ضيقه
يحمل عصىً تضيئ عند الساعة الواحده
وحفنة بذورٍ تنبت الكالسيوم تشد من عظامه
جليلاً كعالم الفيزياء لا كمحارب
التاسع عشر من ديسمبر القليل من الشتاء
الكثير من النيران المشتعلة علي الإطارات
رايات خفاقة كأنها مغروسةً في قلب الصبي
آلة قمع
جنود مدربين بالكامل علي فك الإرتباط
مرةً اخري____
إطارات مشتعله وشتاءٌ خفيف
حين رأيت دون كيخوت يحمل علي يده
حزمةً من الضوء
وصبايا يرججن العالم بقفذاتهن حريةً
لم يحسن التصرف مع الغاز المسيل للدموع
وكلما أشتدت عليه الحداثة بآلةٍ جديدة
يدور حول نفسه كالدرويش ومن بين أياديه
يشع المكان بالنور الأبيض الصافي
يختال الصبية بفرحِ الثورة الغامر ثم
يتقافذون فوق الترس كحملان وديعة
كقرابين لمفهومٍ أضيقُ من أن يفني المرء حياته
لأجله “ربما “
يدور دون كيخوت( كجملِ العصاره )
يتقافذ الصبية كحملان وديعه
ثم يسقطون كنوارة زهرة عباد الشمس
يتساقطون علي التروس ثم يسيلون
يسيلون يسيلون يسيلون …
يسيلون كالزيت من علي الشمعه
يسيلون علي ذاكرة الكرةِ الأرضية كلها…
اترك تعليقاً