الإرتحال مع الأبقار (juot) واحدة من اهم النشاطات المتعلقة بتربية ورعاية الأبقار لدي الدينكا هي (juot)، والتي تعنى الإرتحال مع الأبقار إلى مناطق أكثر إرتفاعاً في أزمنة الفيضانات (مُرحال إضطراري) او إلى مناطق أكثر إخضراراً “تيجان” في اوقات الجدب (مرحال موسمي).
وهذه الاخيرة تكون في فترة الجفاف. ويسبق هذا الإرتحال كرنفال شعبي طقوسي بإمتياز؛ حيث تقوم القبيلة-العشيرة في وداعية المُرتحلين بإقامة ولائم ونذور غرضها الأساسي طلب الحماية من الآلهة و ارواح الأسلاف بإعتبارها أهم زاد يحتاجه الشبان في رحلتهم المحفوفة بالمخاطر نحو تلك “التيجان” البعيدة!

الدينكا هم في المقام الأول رعاة متجولون، ينقلون قطعانهم من الماشية إلى المراعي النهرية او التيجان خلال موسم الجفاف (ديسمبر إلى أبريل) ويعودون إلى مستوطناتهم الدائمة أثناء هطول الأمطار، عندما تزرع محاصيلهم الغذائية، خاصة الذرة والدخن. معَ اجتياحِ الجفافِ، تبدأُ رحلةُ ترحالِ المخيماتِ بحثًا عن المراعي.
مهمةٌ شاقةٌ تُظهرُ براعةَ الدينكا في تنظيمِ قطعانِ الماشية الضخمةِ، حيثُ تُعلَّمُ كلُّ بقرةٍ بإشارةٍ فريدةٍ، تُجنبُها الضياعَ في الزحام. لا شيءَ يضاهي روعةَ غروبِ الشمسِ على جلودِ الأبقارِ الذهبية، بينما يُحضِّرُ الرعاةُ المكانَ لليلِ بإشعالِ نيرانِ الروثِ التي تُبعِدُ الحشراتَ وتصنعُ رمادًا يَعبقُ بهِ الجسدُ كطقوسِ حماية.

لا شيءَ يضاهي روعةَ غروبِ الشمسِ على جلودِ الأبقارِ الذهبية، بينما يُحضِّرُ الرعاةُ المكانَ لليلِ بإشعالِ نيرانِ الروثِ التي تُبعِدُ الحشراتَ وتصنعُ رمادًا يَعبقُ بهِ الجسدُ كطقوسِ حماية.
لا تُعتبر الماشية مجرد مورد اقتصادي في مجتمع الدينكا، بل هي متداخلة بعمق مع النسيج الروحي والاجتماعي والثقافي. حيث يُعتقد أن لكل بقرة خصائص روحية محددة، ويُنظر إلى الأبقار البيضاء على أنها مقدسة ، لذلك تُستخدم في الطقوس. يؤمن الدينكا بأن الماشية هدية من الله (Nhialic)، ورعايتها واجب مقدس.
اترك تعليقاً