الأغاريق في جنوب السودان

الكاتب: أنطونيوس كالديوس
ترجمة: أتيم سايمون

ملخص:

استقر الأغاريق في معظم مناطق جنوب السودان خلال أوائل القرن العشرين، وانخرط معظمهم في الأنشطة التجارية، وكانوا روادًا في التنمية الاقتصادية للعديد من المدن الجنوبية، لا سيما واو وجوبا. بعد عام 1960، شارك بعضهم أيضًا في النضال من أجل الحكم الذاتي للجنوب، وتولى بعض الأغاريق مناصب مهمة في دولة جنوب السودان الجديدة بعد عام 2011. يحلل هذا المقال دورهم في الحروب الأهلية السودانية، ويقدّم مواد ودراسات حالة جديدة مستمدة من مجموعة واسعة من المصادر غير المنشورة.

مقدمة:

من أعقد القضايا التي ميزت تاريخ السودان بعد الاستقلال عام 1956، كانت المطالَب المتكررة للأقاليم الجنوبية بالحكم الذاتي، اذ تمتد جذور هذا النضال إلى القرن التاسع عشر، حين كان اقتصاد الشمال يقوم على جهد سكان الجنوب واستغلالهم في العبودية وتجارة الرقيق. وقد نشأ هذا الصراع في جوهره من التباينات العرقية والدينية بين شعوب الشمال الناطقة بالعربية والمسلمة في الغالب، وسكان الجنوب الأفارقة، الذين حملوا في وجدانهم ثقافات وتقاليد مختلفة عن ثقافة الشمال.

طبّق الحكم الثنائي الإنجليزي-المصري في السودان نموذج الإدارة المنفصلة في الأقاليم الجنوبية. ورغم وجود بعض الأفكار لدى المسؤولين البريطانيين حول ربط الأقاليم الجنوبية السودانية بأوغندا نظرًا للتقارب الثقافي والعرقي، فقد ساد في النهاية الرأي القائل بضرورة الحفاظ على وحدة السودان.

قبل استقلال السودان بفترة وجيزة، ترك البريطانيون المغادرون النخبة المثقفة الشمالية الغالبة لتشغل معظم المناصب الإدارية في الجنوب، وقد أعاقت هذه الخطوة اندماج الجنوب في الدولة المستقلة حديثًا، وأدّت إلى اعتقاد العديد من سكان الجنوب أن الحكم البريطاني قد حل محله هيمنة عربية-إسلامية، وقد احتج القادة السياسيون في الجنوب على ذلك من خلال تقديم الالتماسات وتنظيم الإضرابات خلال خمسينيات وستينيات القرن العشرين.

أرسلت الحكومة في الخرطوم قوة مسلّحة لقمع أول تمرد للجنود الجنوبيين عام 1956، فهرب بعض المتمردين بعدها إلى الأدغال، ومن هناك شرعوا في إشعال الحرب الأهلية الأولى عام 1962. وبحلول أواخر الستينيات، كان قد قُتل أكثر من 500,000 شخص، وأُجبر أكثر من 700,000 من سكان الجنوب على الفرار إلى الدول المجاورة. انتهت الحرب الأهلية الأولى في عام 1972 باتفاقية السلام في أديس أبابا، إلا أن حربًا ثانية اندلعت عام 1983 واستمرت حتى توقيع اتفاقية السلام الشامل عام 2005، وأسفر الاستفتاء الذي أُجري عام 2011 عن استقلال جنوب السودان.

الجالية الأغريقية في جنوب السودان في أوائل القرن العشرين

استقر الأغاريق في جميع مناطق جنوب السودان خلال العقد الأول من القرن العشرين، بالتزامن مع ترسيخ البريطانيين حكمهم في الجنوب، ومع ذلك، يعود وجود الأغاريق في بحر الغزال إلى عام 1895، فقد كان غريغوري أبوسطوليديس نشطًا في شامبي، إحدى محطات النقل على نهر النيل الأبيض على بُعد 245 ميلاً من واو، ولاحقًا انتقل أبوسطوليديس إلى يرول حيث افتتح متجرًا صغيرًا وانخرط في النشاط التجاري، وتزوج من امرأة من سكان المنطقة وأنجب ولدين.

بحر الغزال

في أوائل القرن العشرين، ازدهرت تجارة العاج في بحر الغزال، مما دفع بالمزيد من الأغاريق إلى الاستقرار في الجنوب، وقد عمل معظمهم لدى الشركات التجارية الكبرى مثل كونتوميخالوس، كاباتوس، غريفاس، وكوتسوريديس.

في واو، عاصمة اقليم بحر الغزال، استقر التجار الأغاريق في القطاع الشمالي من المدينة، بينما كانت متاجرهم، المزودة بمستودعات في الخلف، تقع على الطريق الرئيسي، ومن بين رواد هذه الفترة برز كل من ديميتريس غيالوريس، فاسيليس كيكيزوس، غريغوري كيريازيس، مايستروس لاغوتاريس، وإلياس بابوتسيديس. تدريجيًا، سيطر الأغاريق على الاقتصاد المحلي، حيث قاموا ببيع العاج الذي كان يُنقل على طول نهر النيل إلى الخرطوم ثم إلى بورتسودان.

الصورة تظهر منزل يوانيس كاروليديس

في عام 1939، أسس الأغاريق في واو والمناطق المجاورة مجتمعًا منظمًا، وكانوا روادًا في النشاط التجاري ليس فقط في واو، بل في كامل اقليم بحر الغزال، وعلى الرغم من عدم كثرتهم، فقد عاشوا في عدة مدن في جنوب غرب السودان مثل: راجا، أويل، تونج، رُمبيك، ديم زبير، انزارا، مشرع الرك، وكوسينغا. ومن المهم الإشارة إلى أنه من خلال نشاطهم التجاري في راجا، لعب الأغاريق دورًا فاعلًا في التجارة وصولًا إلى الحدود.

أعالي النيل

انتقل الأغاريق إلى أعالي النيل خلال أوائل القرن العشرين، واستقر عدد قليل منهم في ملكال، بور، والتوفيقية. وكانت ملكال، عاصمة المديرية، المحطة الرئيسية للزوارق النهرية على النيل، وتقع تقريبًا في منتصف الطريق بين كوستي وجوبا، كما كانت قريبة من رابط نهري يؤدي إلى واو في الغرب. وكانت المدينة أيضًا قريبة جدًا من قمبيلا، مركز مهم لتجارة القهوة، وعلى الرغم من أن قمبيلا تقع في إثيوبيا، كانت التجارة ممكنة بفضل معاهدة مع البريطانيين. وبذلك أصبحت ملكال موقعًا جذابًا للتجار الأغاريق الذين استقروا هناك. وبجانب المرسى، كانت توجد بعض المتاجر اليونانية التي تبيع المواد الغذائية والبضائع الاستهلاكية.

الاستوائية

في الاستوائية، وبسبب نقص البنية التحتية وانتشار الأمراض المدارية، كان وجود الأوروبيين محدودًا حتى ثلاثينيات القرن العشرين. في عام 1926، أنشأ البريطانيون مدينة جوبا على نهر النيل الأبيض لتكون المحطة النهائية للنقل النهري ونقطة اتصال للتجارة مع مناطق واسعة تشمل الكونغو البلجيكي وأوغندا وكينيا، وفي ذلك العام استقر في المدينة نحو مئة أوروبي، معظمهم موظفون حكوميون بريطانيون، بالإضافة إلى اثني عشر أغريقيًا عملوا لدى شركة ميتكساس وماكريس التي كانت تعمل في مجال النقل والتجارة العامة.

وبجانب جوبا، استقر الأغاريق في مريدي، يامبيو، طمبرا، لي يوبو، وإيزو في الجنوب الغربي، وفي ياي ومنقلا في الجنوب. وقد انخرط معظم الأغاريق في تجارة العاج، التي كانت تُدار تحت إشراف الحكومة المركزية والشيوخ المحليين، بينما عمل بعضهم كمقاولين، مهندسين، وموظفين.

بحلول عام 1930، ومع تحول جوبا إلى المركز التجاري الرئيس للمنطقة بأكملها، ازدادت وتيرة هجرة الأغاريق، وكان ذلك نتيجة للسياسات البريطانية التي شجعت استقرار الأوروبيين والتجار غير العرب وطرد التجار “العرب” القادمين من الشمال. وبحلول عام 1932، اقتصرت التجارة في جنوب السودان على الأغاريق واليهود والسوريين.

امتلك معظم الأغاريق متاجرهم الخاصة أو عملوا في نقل البضائع بواسطة شاحناتهم إلى الكونغو البلجيكية، ومع ذلك، كان هناك أيضًا من يعملون كموظفين، مقاولين للبناء، ومنظمي رحلات السفاري.

في عام 1935، أسس الأغاريق في جوبا مجتمعًا منظمًا بهدف رئيسي هو بناء كنيسة ومدرسة، وقد قدم كونتوميخالوس، رئيس الجالية الأغريقية في الخرطوم آنذاك، مساهمة مالية لبناء أول مبنى للجالية. وفي عام 1941، وبعد زيارة كونتوميخالوس لهم، قام المجتمع المحلي بجمع الأموال لبناء الكنيسة، وكان ستيليوس روسوس من بين المتبرعين الرئيسيين الذين مولوا المشروع.

الأغاريق في جنوب السودان خلال الحرب الأهلية الثانية – عائلة غيالوريس

صورة محدثة: ديمتري غيالريوس

خلال الحرب الأهلية الثانية (1983–2005)، دارت معظم المعارك في ولايتي الاستوائية وبحر الغزال حيث استقر الأغاريق. وقد شارك بعضهم، مثل أفراد عائلة غيالوريوس، في حركة المطالبة بالحكم الذاتي.

عائلة غيالوريوس

نشأ ديميتريس غيالوريوس في بلوماري بجزيرة ليسفوس، وهاجر إلى قوقريال في مديرية بحر الغزال في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين. هاجر ديميتريس في البداية إلى الإسكندرية بمصر حيث كانت تعيش شقيقته الكبرى صوفيا مع زوجها، وبمساعدتهما جمع الأموال اللازمة وتوجه إلى جنوب السودان، وقد جاء ذلك في الوقت الذي كانت فيه السلطات البريطانية تحاول طرد التجار “العرب” القادمين من الشمال وتشجع في الوقت ذاته استقرار الأوروبيين فيها.

وصل غيالوريوس إلى الخرطوم، ومعه فاسيليس كيكيزوس، غريغوري كيريازيس، مايستروس لاغوتاريس، وإلياس بابوتسيديس، وتوجهوا جميعًا إلى واو. بعد أن استقرّوا في منطقة قوقريال، انخرط ديميتريس في تجارة الجلود والمواد الغذائية، ووسّع نشاطه التجاري ليشمل القرى المجاورة، وفي عام 1932 التقى أيان أشوم ملانق من قبيلة الدينكا وتزوجها؛ وكانت مرتبطة  بالسلطان قير ثيك كيرو، الذي حكم المنطقة لمدة 51 عامًا.

صورة مُحدثة :  ديميتريس غيالوريس وزوجته آين أشوم مالانج.

بعد زواجهما، شرع ديميتريس غيالوريوس في جهود لتطوير منطقة شرق قوقريال بالتعاون مع الزعيم المحلي، أنشأ أربعة وثلاثين متجرًا للبقالة في جميع أنحاء المنطقة لتزويد حتى القرى النائية، واقترح تأسيس منظمة لتقديم المساعدة للمحتاجين، وقد منحته قبيلة الدينكا اللقب الشرفي ماكولديت، وكان ذو مكانة مرموقة لدرجة أنه كان غالبًا يحلّ محل الزعيم المحلي في حال غيابه.

كان لدى ديميتريس غيالوريوس ثلاثة أبناء هم: جون (1931–1967)، فاسيليس (1937–1967)، وغريغوري (1941). توفيت أيان أشوم فجأة عام 1947، فتولى ديميتريس تربية أطفاله بمفرده، وفي عام 1958 غادر السودان وعاد إلى اليونان، تاركًا إدارة الأعمال لأطفاله، وخصوصًا فاسيليس، الذي تزوج نياجوك كواج، ابنة الزعيم المحلي كواج أدوال، وأنجب ثلاثة أبناء هم: غريغوري، ماري أيان، وجون.

صورة مُحدثة : فاسيليس غيالوريس في متجره في جوجريال في وقت ما بين عامي 1947 و1951

شارك جميع أبناء ديميتريس غيالوريوس في الحرب الأهلية الأولى (1955–1972). وقد قام فاسيليس بتزويد جيش أنيانيا بالأسلحة، وبسبب هذا الدور المهم قامت القوات المسلحة السودانية باغتياله. ففي عام 1967 نفّذت عملية خاصة استهدفت فاسيليس وشقيقه جون، نجا فاسيليس، لكن شقيقه قُتل. ولم يكن فاسيليس يعلم بما حدث، فبحث عن شقيقه حتى حاصره الجيش السوداني وقتله أيضًا.

مع استمرار الحرب، قضى آلاف الأشخاص نحبهم، غادر معظم الأغاريق المنطقة، إلا أن عددًا قليلًا منهم بقي في الجنوب، بما في ذلك الجيل الثالث من عائلة غيالوريوس، الذين واصلوا المشاركة في النضال من أجل الاستقلال.

في عام 1984، انضم ابن فاسيليس، غريغوري غيالوريوس، إلى قوات الحركة/الجيش الشعبي لتحرير السودان وترقى تدريجيًا في السلم القيادي، وفي عام 1994 تولى مسؤولية حماية حقول النفط، وفي عام 2003 أصبح مسؤولًا عن الحركة الشعبية لتحرير السودان في منطقة شرق قوقريال.

بين عامي 1997 و2002 شغل غريغوري منصب مدير خدمة السودان المتكاملة للعمل في نزع الألغام، وفي عام 2002 عُيّن غريغوري غيالوريوس محافظًا لمقاطعة قوقريال الشرقية من قبل الحركة الشعبية لتحرير السودان. وفي عام 2005 انتُخب عضوًا في الجمعية التشريعية الانتقالية، وفي عام 2006 عُيّن رئيسًا لجهاز الأمن في جنوب السودان.

من عام 2013 حتى 2016 شغل منصب رئيس الأركان في جنوب السودان، مسؤولًا عن حماية منشآت النفط في ولايتي أعالي النيل والوحدة الكبرى، وأخيرًا بين عامي 2017 و2022 شغل منصب حاكم ولاية قوقريال، تزوج ماري أثيل نغيث وأنجب أربعة أبناء: مارينا أيان، إيليني، ماريكا، ويانيس، ويعرف أيضًا باسم غريغوري فاسيلي ديميتري أو غريغوري دينق كواج.

الجالية الأغريقية في أواخر القرن العشرين في واو وجوبا

بحلول نهاية القرن العشرين، وعلى الرغم من بقاء بعض الأغاريق في جنوب السودان، كانت الجاليات الأغريقية في جوبا وواو غير نشطة، ولهذا السبب حاولت الجالية الأغريقية في الخرطوم الحفاظ على ممتلكاتهم، ففوضوا محاميًا لاتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل ممتلكات الجالية المحلولة إلى جوبا. في عام 1994 توجه وفد من الجالية في الخرطوم إلى جوبا وقام بتأجير النادي الأغريقي والكنيسة الأرثوذكسية اليونانية للأبرشية الكاثوليكية، وحدث الشيء نفسه في واو.

في واو، عاد بعض الأغاريق في عام 1995 وسعوا لاستعادة السيطرة على ممتلكات الجالية هناك، بما في ذلك ستة متاجر، وسبعة مستودعات، وثلاثة منازل، ومبنى المدرسة، ومنزل الكاهن، والمعبد المقدس. في ذلك الوقت، كانت الجالية في واو تتألف من 63 شخصًا، منهم 30 طفلًا.

وفي عام 1997، ومع استمرار الحرب في جنوب السودان، فرّ الأغاريق المقيمون في واو إلى الخرطوم واستقروا هناك، متلقين المساعدة من الجالية الأغريقية التي وفرت لهم المأوى والدعم المالي. وفي عام 2001 قدمت الجالية دعمًا ماليًا قدره 300,000 جنيه سوداني، وفي 18 يونيو 2001 قدمت 200,000 جنيه سوداني لمستشفى واو، وفي عام 2009 تكفلت بتغطية تكاليف صيانة مباني الجالية هناك.

وقد استقر الوضع في الجنوب مع توقيع اتفاقية السلام الشامل عام 2005، ونتيجة لذلك بدأ بعض الأغاريق بالعودة إلى منازلهم في جنوب السودان.

عاد الأغاريق مرة أخرى إلى واو وانخرطوا بنجاح في الأنشطة التجارية؛ فعلى سبيل المثال، فازت إيليني كيكيزوس في مسابقة للمعماريين وقامت بتصميم وبناء قصر بلدية واو في عام 2015.

أما في جوبا، فقد بادر جورج غينيس، الذي كان والده آخر رئيس للجالية الأغريقية هناك، بمحاولة إعادة تأسيس الجالية، وبحلول عام 2006 أصبحت الجالية الأغريقية في جنوب السودان نشطة مرة أخرى. ومع ذلك، فقد تم بيع ممتلكات الجالية، بما في ذلك المعبد المقدس، من قبل الجالية الأغريقية في الخرطوم عندما حُلّت الجالية في جوبا بسبب الحرب.

في عام 2008، بلغ عدد أعضاء الجالية الأغريقية في جوبا ثلاثة وثلاثين شخصًا، وهم في الغالب من أحفاد الزيجات المختلطة، مثل عائلة غيالوريوس. وتجدر الإشارة إلى أن ابنة فاسيليس غيالوريوس، ميري أيان، هي زوجة الرئيس الحالي لجنوب السودان.

صورة مُحدثة: أفراد من عائلة كيكيزوس في مدينة واو

بعد يوليو 2011، عندما نال جنوب السودان استقلاله، تم الاعتراف رسميًا بـ الجالية الهلنستية في جوبا من قبل الدولة المنشأة حديثًا، وبعد حل قضايا الوضع القانوني للجالية، باشرت التعامل مع مشاكل أعضائها، من بينها تغطية تكاليف الأطفال الذين يدرسون في المدرسة اليونانية في الخرطوم ويقيمون في المدرسة الداخلية التابعة للجالية. وبسبب نقص الموارد، طلب الأغاريق في جوبا مساعدة الدولة اليونانية وبطريركية الإسكندرية.

خاتمة

لقد عاش الأغاريق في عدة مناطق من جنوب السودان لأكثر من قرن، وكانوا من أوائل الأوروبيين الذين استقروا في هذه المناطق، ولعبوا على مدى تلك السنوات دورًا مهمًا في الاقتصاد المحلي، لا سيما من خلال أنشطتهم التجارية. بعد انتهاء الاستعمار عام 1956، انخرط الأغاريق أيضًا في السياسة، وشارك بعضهم في نضال المديريات الجنوبية من أجل الاستقلال. واليوم، يبرز أحفاد هؤلاء الرواد الأغاريق كأعضاء بارزين في المجتمع المحلي في جنوب السودان. حاليًا، في عام 2023، وعلى الرغم من مغادرة العديد من أعضاء الجالية جوبا، إلا أن الجالية لا تزال نشطة.


* أنطونيوس كالديوس، مؤرخ وباحث يوناني متخصص في تاريخ اليونانيين في أفريقيا، وخاصة في السودان وجنوب السودان.

*أتيم سايمون، باحث ومترجم من جنوب السودان ، متخصص في علم الاجتماع و الانثربولوجيا


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *