للكاتب: أيمن هاشم
قتلتُ فراشةً ليلية، دخلت الغرفة وتفادت الحركة البطئية للمروحة، كنت أوجه بصري ناحية سقف الغرفة، عندما أبصرت الفراشة تمر بين أجنحة المروحة، كلعبة القفز على الحبل، إتجهت ناحية الإضاءة، كانت لمبة نايلون حمراء، حارة صنعت لونا أسوداً في زاوية السقف.لم تسقط بعد تعرضها لحرارة اللمبة، إستمرت الفراشة وهي تضرب رأسها بحماقة بالغة طق طق طراق، لا أخفيكم سراً، في البداية أعجبت بهذه الحماقة، ثم ما لبث أن تشتت تركيزي و تضجرت، فأتخذت القرار، حملت فردة الحذاء وهويت بها على حشرة أبوالدقيق اللعينة، لم تمت على الفور، صارت تئز على المشمع وسال منها اللون الأخضر، كان شكلها في الأرضية وكأنها ورقة شجر مدعوسة.عند الساعة العاشرة إستسلمت للنوم، ومن تحت الناموسية إستيقظت على ذلك الكابوس، صوت أزيز عند سقف الناموسية، المئات من الحشر الأحمق الطائر كان ملتصقاً بسقف الناموسية، يحرك أجنحته ناشراً دقيقاً أبيض على السرير، حيث أرقد أنا، إنزويت عند طرف السرير وطويت قدمي، كان ابوالدقيق قد حجب الضوء وشيئاً فشيئاً صرت أسمعُ من بين أزيز الأجنحة أصواتاً، كانوا يصرخون لماذا قتلته.حدث ذلك قبل سنوات، حينما بدأت قراءة قصة عن مندوب مبيعات إسمه غريقور سامثا أفلت بأعجوبة عن نهاية كاتبه المتوقعة، لأنني أردت ذلك. كان الكاتب وقتها قد قرر قتله و مع سبق الإصرار و الترصد عبر جملة واحدة، أن يستيقظ على شكل يرقة فراشة ويموت كيرقة، لكنني ساعدته، تركته ينمو لفراشة، تخيلته وهو ينمو أمامي، يخرج من صدغيه زغب وأهداب، يخرج أجنحته ويحلق.
وهأنذا أدفع الثمن، إنطلق الأحمق بعد أن صار فراشة، و علي أن أنهي حياته وحياة أشباحه التي تتراكم فوق ناموسيتي.
اترك تعليقاً