أسطورة تسقُط بس

كيف تتوالد الكلمات؟

بقُربِ إنتهاء عام 2018، أُرتكِبت أخطاء شنيعة في السودان ،لم تكن هنالك كلمات توصفها، فقد تحامق وزير الإتصالات بقطع شبكة الإنترنت، وبتاريخ الـ 21 من ديسمبر 2018، في محادثة صغيرة خرجت أكثر الكلمات رعباً و دوياً، أخبرت حبيبها بأن ما غيبها عنه هو الحكومة (لقد قطعت الإنترنت)، جاء الرد في كلمتين فقط :

– حكومة تمنعني منك، ” تسقط بس”.

لم يكن وضاح الفاضلابي  وسماح على علم بأن تلك الكلمتيين ستصيران شعاراً يقصم ظهر نظام دام لمدة ثلاثين عام، ربما كانت من أكثر الكلمات صدقاً : حكومة تحرمني منك، تسقط بس.!

تحولت تلك الكلمتين لسخرية، هاشتاق، هتاف في باريس، حاصرت الكلمة السفارات،  في الشوارع، في البرلمان، الجدران، المساجد، حفلات الزواج، موسيقى الزنق، حاصرت إجتماعات الحركة الإسلامية، أقلقت الديكتاتور في مضجعه، لدرجةٍ لم تصمُد ضدها أي عباراتٍ مضادة، ببساطة لأنها كانت مُصوبة كرصاصة دقيقة، بعشقٍ لا نهائي!.

بيان مشترك

تسقط بس

قوى إعلان الحرية والتغيير

٢٨ فبراير ٢٠١٩م


لدرجة أن في قرية نائية تجلس جدةٌ عجوز تُهدهد حفيدها بأهزوجة عجيبة ” تسقط بس”..

في أقاصي غرب البلاد يرقص طفلين بإيقاع الجراري بذات الكلمتين..

 في صلاة الجمعة طفل يقلد المصلين في الركوع الأخير يصوصو مثلهم، لكنه يردد شئ ما، يتضح أنه يردد ” تسقط بس” ..

 في بلاد بعيدة يجلس مغترب ينصت لصوت المروحة الذي يصير ” تسقط بس” ، ذلك الجنون الجميل يقتحم العزاءات و الأفراح، الجوامع و الشوارع، المواصلات العامة، موائد الطعام، ألعاب الأطفال، نميمة النساء، شئ ما يمنح هذه الكلمتين روحاً، كي تعيش تلكم الكلمتين كان لابد من أن يكون لهما أبوين محبين.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *