أجوفٌ، مصابٌ بالتُخمة

·

·

للكاتبة: ريتا صابر

 البعض -وأنا منهم ربما- يفضل السكاكين على الورود ،

أعني ، بإمكان وجبة سريعة أن تنسيني حُبآ عاصفآ مرآ مضاعآ،

وبدلآ عن هدر الطاقة في ترميم الندب،

ستفنى في الأيض! الأمر لم يكن ليتعدى شغل مساحة ما، مفرغة،

ولن يختلف إن شغلت بالحب أو بالأكل، ومحض ذاكرة تختزن الكاربوهيدرات،

البعض -وأنا منهم- يحيلون الحزن إلى أبسط تكوين بروتيني ، لتلفظه الكلية خارجآ،

هؤلاء ال-يجدون الطماطم مملحة ، تحبس الماء في فراغات الجسم ، والحب يثير التجشوء ،

وهنالك الباذنجان يسبب طفح جلدي كحبيب لئيم، لا يحسن اللمس،

والأرز مقزز، المعكرونة غبية، كشعور أول دقائق الإستيقاظ،

حيث يمكن أن تتشكل على أكثر من نحو ،

الطعام قمئ على أي حال، لكن ثمة من يستبدل كتب الشعر العظيمة بقائمة من مطعم أفتتح حديثآ،

من يلبي دعوات الحب بتكاسل،

يقابل حبيبته على مضض، ثم يهرع للباربكيو،

وتنسيه الفانيليا نكهة أول قبلة،

البعض-وأنا منهم- يختزلون مهام اللسان على نحو فادح ومفجع،

يمكنهم قتل الفراغ بالأكل..

فيموت الملل صغيرآ هزيلآ،

لا قيمة للأشياء بعد الإمتلاء،،

المعدة سيدة الموقف، والقلب محض مضخة دم،

البعض -وأنا حتمآ منهم وبالطبع- أجوف ،مصاب بالتخمة !


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *